تمر مدينة الخرج حاليا بمرحلة تحول تستثمر فيها كامل طاقتها الاقتصادية في المجالات العقارية والصناعية والسياحية، فلم تعد الخرج 80 كم جنوب شرقي العاصمة الرياض، المحافظة التي اشتهرت بالزراعة، فهي أيضا تحتل موقعا مميزا على خارطة المملكة لوقوعها على ملتقى الطرق المسافرة وقريبا سيتم إنشاء مطار إقليمي. وأكد مدير جامعة الخرج الدكتور عبدالرحمن العاصمي، ل«عكاظ» أن الطفرة الاقتصادية التي تعيشها الخرج بالظاهرة، مشيرا إلى أن التوسع العمراني الذي تضاعف خلال السنوات الأخيرة إلى جانب تزايد أعداد المؤسسات المتوسطة والكبيرة في المجالات المصرفية والتجارية والإنسانية وغيرها، مبينا أنها تملك مراكز اقتصادية بمواصفات عالمية في المنطقة. وقال الدكتور العاصمي إنه وإلى جانب التوسع الكبير في التعليم إلا أنه وقبل عشر سنوات لم يكن بالمحافظة إلا ثلاث كليات فقط، مبينا أن جامعة الخرج تحتضن الآن عشرين كلية جامعية، إحدى عشرة كلية منها في محافظة الخرج، وأكد الدكتور العاصمي أن مدينة الخرج تتوفر فيها الكثير من عوامل النجاح، حيث القدرات البشرية والإمكانات الاقتصادية والطبيعية، ما يجعلها مقبلة على تطور أكبر ونهضة أشمل تواكب الازدهار الشامل الذي تعيشه. وحول الإمكانات التي تتوفر لجامعة الخرج بما فيها من إمكانات وكوادر قال الدكتور العاصمي إنها تتلقى دعما كبيرا، مبينا أن ذلك الدعم قادر على الإسهام في تحقيق تلك التطلعات، معتبرا جامعة الخرج الصرح التعليمي الأكبر في جنوبالرياض، حيث أصبحت مقصدا لطلاب وطالبات من جهات عدة، إلى جانب الأكاديميين، مبينا أن إدارة الجامعة أدركت ذلك منذ اللحظات الأولى للمنشأة، فوضعت لنفسها خطة متوازنة تكفل لها جودة الكوادر الأكاديمية والإدارية، وكذا المستوى المناسب واللازم توفره في الطلبة المتقدمين إليها، وأنها طبقت ذلك عمليا من خلال نظام الاستقطاب، ونظام القبول والتسجيل. وأكد الدكتور العاصمي أن من بواكير الإنجازات النوعية للجامعة احتضانها لأول كرسي علمي حول أبحاث الطب النبوي، تكفل بدعمه فضيلة الشيخ سعد بن عبدالله بن غنيم، بالإضافة إلى طرح الجامعة لمشاريع كراس علمية أخرى، مشيرا إلى أن مثل ذلك ينشط العملية التعليمية والبحثية في المحافظة، إذ من أساسيات هذه الكراسي الاستفادة من المواد الأولية المتوافرة في المحافظة، ومن الكوادر والخبرات فيها، ويتبع ذلك أن تكون المحافظة أول من يجني ثمار هذه المشاريع البحثية وظيفيا وتطبيقيا. وحول ما إذا كانت هناك معوقات تواجه الاستثمارات التعليمية مثل إنشاء جامعات ومدارس ومعاهد أهلية أكد العاصمي أن الاستثمارات التعليمية في المجال الجامعي أو العام له إجراءاته التنظيمية المعتمدة لدى الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم،. وأوضح العاصمي أن موقع المحافظة وارتباط عدد من المحافظات جنوبالرياض بها يجعلها محط أنظار رجال الأعمال كما كانت محط أنظارهم في مجال التعليم العام والمجال التجاري والعقاري. وحول المجالات الأخرى السياحية والزراعية والعقارية توقع أن تنال هذه المجالات ازدهارا كبيرا، لافتا إلى أن المناخ الاستثماري في المنطقة جاذب ومشجع، وأشار في هذا الخصوص إلى أن المدن الجامعية في العديد من دول العالم كانت سببا في نشوء مدن حولها وتنشيط الحركة العقارية والتجارية، فمن باب أولى أن يكون للمدينة الجامعية في الخرج أثر مهم في تطور مدينة الخرج واتساعها وتزايد النشاط التجاري والسياحي فيها. من جانبه أكد عضو غرفة الخرج المستثمر في القطاع العقاري في مدينة الخرج محمد المحسن أن توطين الاستثمارات الحكومية يجعل البنية الأساسية قوية وذلك من خلال وجود الجامعات والقواعد العسكرية التي من شأنها العمل على زيادة القوة السكانية، وبالتالي الحاجة لتوفير الخدمات الكاملة لهؤلاء السكان. مؤكدا أن دعوتهم للمستثمرين العقاريين تأتي دائما من منطلقات أهمها مقارنة أسعار الأراضي الخام في الخرج مع المناطق الأخرى، علاوة على ذلك أن تكاليف أعمال هذه الأراضي بسيطة وفي متناول الأيدي، بالإضافة إلى أن قربها من العاصمة الرياض يعطيها بعدا إيجابيا بعكس ما يتداول. من جانبه كشف مدير عام مجموعة نجمة المدائن ماجد العثمان أن توجيه خادم الحرمين في إنشاء الجامعات والمرافق، كان له الدور الكبير في مدينة الخرج، من حيث زيادة الاستثمار في المدينة، مشيرا إلى أنهم وسعوا من الاستثمار في المدينة خاصة في مشاريع الأسواق التجارية والسياحية التجارية، وأضاف: «أننا لاحظنا زيادة عدد سكان مدينة الخرج بعد تشغيل جامعة الخرج وتوسيع نطاق القواعد العسكرية والمصانع الحربية وأفاد أن هناك زيادة في الاستثمارات بأكثر من 150 مليون ريال. من جانب آخر أكد المستثمر في القطاع الصناعي في مدينة الخرج صالح حمود الجعيدي أن موقع مدينة الخرج يربط العديد من المدن وقد ميزها، بالإضافة إلى كثرة مزارعها وعيون الماء، وعناصر الجذب الصناعي التي تتوافر بها، وموقعها المميز بالنسبة للمنطقة وقربها من الخدمات والمرافق السياحية بمنطقة الرياض، مشيرا إلى أن تبني المملكة لخطة الاقتصاد الحر أضفى جانبا استثماريا صناعيا جديدا على المنطقة، فقد أضحى دور المخطط إلى التوجه الصناعي من محاور سياسة الدولة والرامية في تنفيذ الخطة التنموية الصناعية. وطالب الجعيدي الشباب أن يتجهوا إلى سوق إنشاء وتصنيع الأبواب والنوافذ. لأن هذا القطاع حاليا تسيطر عليه العمالة الوافدة. إلى ذلك أكد نائب المدير التنفيذي لشركة المراعي عبدالله محمد العبدالكريم حول رؤيته لمدينة الخرج في ظل التطورات الزراعية والحيوانية والعقارية في المنطقة أكد العبدالكريم أن الخرج تعتبر منطقة زراعية من الدرجة الأولى إذ كانت ولا زالت سلة غذاء منذ أقدم العصور بما تنتجه من محاصيل زراعية متنوعة، وتمثل الخرج مصدر ثقل للإنتاج الزراعي حيث تنتج ما يزيد على 26 في المائة من إنتاج الخضراوات في المملكة، وتحتضن أكبر شركات ومزارع ومصانع الألبان والدواجن السعودية التي تغطي بمنتجاتها دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية. وتعود ريادة الخرج لصناعة وتقنية الألبان وتتويجها عاصمة للألبان هو نتاج بذرة طيبة غرسها موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) وهي البذرة الأولى لإنتاج الألبان في المملكة عندما وجه جلالته بإنشاء مشروع الخرج الزراعي عام 1354ه . حيث تنتج الخرج حاليا أكثر من 65 %من إنتاج المملكة من الألبان وتستحوذ على أكبر مزارع ومصانع إنتاج الألبان على مستوى المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. وقد نظمت الغرفة التجارية الصناعية بالخرج مهرجان الألبان الأول تحت شعار الخرج عاصمة الألبان في شهر جمادى الأولى 1429ه الموافق لشهر مايو 2008، ويعتبر الأول من نوعه بالمملكة والأول خليجيا ومازل يقام لحد هذا العام.