تتردد بدور، وهي عروس تستعد لزفافها الأسبوع المقبل، على أحد المشاغل النسائية للتدريب على بروفة لتسريحة شعر جديدة اختارتها بعناية، فهي ومنذ أكثر من شهرين من موعد زفافها تتابع بدقة كل شاردة وواردة ولا تترك الأمور للصدف غير السارة التي ربما قد تأتي بمفاجأة الساعات الأخيرة التي يصعب تداركها وتترك أثرا عميقا في الذاكرة، وتشهد الصوالين النسائية هذه الأيام إقبالا كبيرا وحركة لا تهدأ، لذلك تلجأ بعض الأسر إلى إجراء حجوزاتها قبل شهرين أو ثلاثة، وبالمقابل تستعد المشاغل النسائية للموسم الساخن بإطلاق صيحات جديدة سواء في تسريحات العرائس أو المكياج والإكسسوارات المصاحبة لفستان العروس، تلجأ بعض المحال إلى ترويج مواد وزيوت مجهولة لتفتيح البشرة، فضلا عن المغالاة في أسعارها التي قد تصل في بعضها إلى أضعاف ما هي عليه في الأيام العادية.. وهذه بعض آراء من تواجدن من العرائس داخل أحد المشاغل عن تجاربهن مع المشاغل، وأيضا بعض العاملات اللاتي تحدثن عن الخدمات المقدمة للعرائس. صدمة كبيرة وقالت وداد أحمد (عروس) أنها أجرت حجوزات في أحد المشاغل منذ أربعة أشهر، ولكنها وجدت أسعارها تفوق المعقول، إذ يصل سعر تجهيز العروس نحو خمسة آلاف ريال لتسريحة الشعر، «البوديكير» و«المونيكير» فقط، دون تقديم أية خدمات أخرى، مثل الحمام المغربي وتنظيف البشرة والقص والصبغة والتشقير، ما شكل لي صدمة كبيرة خصوصا وأنهم أعلنوا في إعلاناتهم السابقة أن المبلغ يشمل كافة الخدمات التي تحتاجها العروس في ليلة العمر، وواصلت حديثها بالقول: «سوف اضطر إلى إتمام ما تبقى من الخدمات كتنظيف البشرة والتقشير في مشغل آخر ما يزيد الضغط على ميزانيتي ولا أضمن جودتها». وتقصد بدور نايف، مشغلا نسائيا اختارته بعناية ولا تتعامل مع غيره لسمعته الجيدة على حد قولها، وقالت: أقصد هذا المشغل لنوعية الخدمات التي يقدمها للعرائس، وأنا أقصده حاليا لاختيار نوع التسريحة الملائمة للفستان الذي سوف أظهر به في ليلة العمر، وهو من نوع «سواريه» سمكة وله ذيل طويل ينتهي باكسسوار مثل تصميم «المسكة» للشعر، واليوم أعمل بروفة للتسريحة والماكياج حتى أتدارك مفاجآت الساعات الأخيرة. دلكة سودانية وتقول شذى الحربي (عروس، 25 عاما) أن والدتها حجزت لها مدلكة مقابل 250 ريالا، لعمل «الدلكة» السودانية وهي خلطة لفرك الجسم تسبق الحناء وتساعد في تفتيح البشرة، وأضافت: «هذه أول مرة أستخدم فيها مثل هذا النوع من الخلطات وكنت مترددة في البداية ولكن مع إصرار الوالدة قبلت بالأمر، خصوصا أن بعض البثور بدأت في الظهور على أجزاء مختلفة من جسمي، بعد ترددي على بعض المشاغل التي لا تراعي اشتراطات السلامة وتستخدم كريمات وخلطات سرية لتبييض البشرة، وكانت نتيجتها في بادئ الأمر مشجعة إلا أن آثارها السلبية بدت تظهر بعد أسبوعين ما اضطرني إلى صرف أموال طائلة في علاجها. وتقول سهى عبدالقادر (عروسة، 23 عاما) أنها «ملكت» قبل عام تقريبا، وأضافت: زوجي هو من اخترع تسريحة شعري، واقترح أن يكون الشعر مسترسلا مع فلو بسيط مع عدم صبغ الشعر مع نفخة بسيطة أمامية وخصلات قليلة على الوجه، وأما الفستان فكان من اختياري ومن موضة الأربعينيات من القرن الماضي ومتلائم مع الطرحة والتسريحة. تلف الشعر من جهتها، انتقدت غالية قرشي، رداءة الخدمة في بعض المشاغل النسائية التي لا تراعي الجودة في عملها، وقالت: قصدت في إحدى المرات مشغلا نسائيا لعمل فرد لشعري بمناسبة زفاف شقيقي، تعرض خلالها شعري الطويل إلى تلف جزئي فضلت عقبها الابتعاد كليا عن المشاغل الرديئة، والاعتماد على تلك التي تقدم خدمة ذات جودة عالية بغض النظر عن المادة، وأنا أقصد اليوم هذا المشغل لعمل صبغة «هاي لايت» بيج فاتح مع اللون البلاتيني بتكلفة 1500 ريال. ضغط الزبونات إلى ذلك، بينت سعاد ناجي (عاملة في أحد المشاغل النسائية)، تعرض العاملات لضغوطات من الزبونات وخاصة اللاتي يقصدن المشغل دون حجوزات مسبقة، وأضافت: نستقبل في الليلة الواحدة أكثر من أربعين زبونة وجميعهن يرغبن في الحصول على الخدمة قبل غيرهن وفي أسرع وقت ممكن، وهذا التصرف يخلق نوعا من الإرباك وسط العاملات والإدارة، فيما ذكرت العاملة أريج حسن، أنها تعمل في هذا المشغل منذ عامين، مشيرة إلى ازدهار الأعمال في المواسم، فيما يكون الكساد السمة المشتركة لمعظم المشاغل باقي أيام السنة. بدورها، أشارت العاملة ريم محمود والمتخصصة في قصات الشعر إلى أسعار القصات الشبابية التي تتهافت الفتيات الصغيرات عليها ومنها قصات «الإيمو» الغريبة والتي يتراوح سعرها ما بين 75 - 150 ريالا.