اشتبكت نحو 400 مستجدة لم يستوعبن في جامعة أم القرى أمس، ومسؤولات القبول والتسجيل إضافة لحارسات الأمن، وذلك في مقر الجامعة في الزاهر ما استدعى تدخل الجهات الأمنية لفض الاشتباك. وجاء تدخل الجهات الأمنية بعد وصول بلاغ من قبل مسؤولات الجامعة عن تجمهر عدد من الطالبات اللاتي لم يتم قبولهن داخل الجامعة وتهجمهن على مسؤولات الأمن وقذفنهن بعبوات المياه الصحية. وفند وكيل جامعة أم القرى للشؤون التعليمية في مكةالمكرمة الدكتور ثامر الحربي، اتهام المسؤولين في عمادة القبول والتسجيل بقبول طلاب وطالبات لا تنطبق عليهم الشروط عن طريق المحسوبية. وأكد ل«عكاظ» وكيل جامعة أم القرى للشؤون التعليمية أن الواسطة لم تكن ضمن معايير قبول الطلاب والطالبات واتحدى من يقول عكس ذلك، وإذا كان صادقا في ما يقول فعليه الإثبات، مبررا ما حدث في فرع جامعة أم القرى للبنات في الزاهر من فوضى بأنه جاء نتيجة لإغلاق كافة الأقسام بعد اكتفاء القبول. وأضاف «طلبنا من المتقدمات أخذ صور من شهادتهن الدراسية وأرقام هواتفهن للاتصال بإحداهن في حال حدوث أي إجراء». وقال الدكتور ثامر الحربي إنه تواجد في فرع الجامعة للبنات حرصا من عدم حدوث تصرف من الطالبات، أو أولياء أمورهن ومتابعة الموقف، وما حدث داخل فرع الجامعة لم يتجاوز الفوضى والصريخ «ولم يحدث اعتداء على العميدة ولم أبلغ بشيء من ذلك، والجامعة لديها شفافية، ومن يثبت عكس ذلك فنحن كفيلون فيها، وأقسم بالله أن القبول تم بطرق حيادية». وأضاف «ومن يأتي بطالب أو طالبة تم قبوله بنسبة أقل من النسبة التي أقفل عليها القبول في القسم فسوف أقبل منه ذلك وانقلوا عني: أتحدى من يثبت عكس ما أقول، وأنا متأكد 100 في المائة مما أقوله، فأنا أراجع بيانات القسم الذي يتم إغلاق القبول فيه، والله العظيم لم أجد واحدا في الألف طالب أو طالبة خطأ أو تجاوز قبوله معايير القبول والنسب المعتمدة في القبول، وتم قبول أدنى نسبة للطالبات في كلية الطب 87.09». وبين أن جميع أقسام الطالبات أقفلت ولم يتبق سوى قسم القراءات، مضيفا أن القبول في الجامعة سيستمر حتى الاثنين المقبل للأقسام المفتوحة بالنسبة للطلاب في حين أن جميع الأقسام العلمية أغلقت، مشيرا إلى أن عدد المقبولين في الجامعة لهذا العام يصل إلى 18 ألف طالبة وطالب. ونوهت وكيلة عميدة القبول والتسجيل للشؤون الأكاديمية في جامعة أم القرى الدكتورة آمنة الريس إلى أن عدد الطالبات محدد في جميع الأقسام ومبرمج وفق قاعدة البيانات والمعلومات لعملية القبول بموافقة مجلس الجامعة، إلا أن بعض الطالبات وأولياء أمورهن لم يستوعبوا أن ما حدث يتم آليا. وأضافت «الطالبات تم تزويدهن بإشعارات مواعيد المراجعة التي تحوي عدد الأقسام الشاغرة ومن الطبيعي أن الشواغر لا تستوعب الكم الهائل من الخريجات». وأبانت وكيلة العميدة أن عددا من الطالبات أشعرن بأن موعد مراجعتهن الأسبوع المقبل لكنهن ظنن أن حضورهن قبل الموعد سيمكنهن من الالتحاق بالدراسة الجامعية واللحاق بالحصول على مقعد، متناسيات أن عملية القبول تتم وفق آلية محددة وبشكل إلكتروني وفق النسب، إذ إن العمل الحاسوبي الفيصل في هذا الأمر. ونوهت الدكتورة الريس إلى أن آلية القبول لا تقبل أية طالبة حضرت في غير موعدها ما أثار حفيظة الأمهات، وزادت «بدأت الأمهات والطالبات في ترديد كلمة (الواسطة) غير آبهات بأن الأعداد المتقدمة للجامعة مهولة وأكبر مما توقعت إدارة الجامعة بكثير، إضافة إلى أن المتقدمات لم يطلعن على ما ورد في بوابة الجامعة الإلكترونية التي أوضحت منذ التاسعة صباحا الأقسام المتاحة». واستغربت وكيلة عميدة تصرف بعض المتقدمات اللائي بدأن يشعرن بالقلق ما أثر على تصرفاتهن التي تحولت إلى فوضى فيما تفهم البعض الوضع وانصرفن. من جهتها، ذكرت وكيلة عميدة الدراسات الجامعية الدكتورة إيمان عبدالرحمن مغربي أن آلية القبول كانت تسير وفق الخطة المرسومة حتى أمس الأول، «إلا أن حضور أمهات الطالبات وسؤالهن عن نسب القبول في غير المواعيد المحددة أدى لحالة من التكدس ما دفع الجامعة لفتح أبوابها لاستيعاب الأعداد المهولة التي كانت تقدم إلى الجامعة، إضافة لفتح نافذة مختصة لحل المشاكل والإجابة على استفسارات الجمهور». وأفصحت الدكتورة مغربي أن سبب إغلاق القبول أمس الذي صاحبه حالة من الفوضى يعود إلى الاكتفاء في الأقسام التي أعلنت عنها الجامعة على بوابتها الإلكترونية سلفا. وأضافت «الإغلاق لم يكن بسبب أي من منسوبي الجامعة بل إن الأمر يعود لاكتفاء الجامعة بالعدد المسموح به». وألمحت وكيلة عميدة الدراسات الجامعية إلى أن القبول لا يزال مستمرا في البرنامج التأهيلي والانتساب إلا أن قلة وعي الأمهات تسبب في الإشكالية التي وقعت، مضيفة أنه منذ اليوم الأول لاستقبال الطالبات قدمت عمادة شؤون الطالبات الحلوى والمشروبات لرواد صالة القبول. وروت الدكتورة مغربي ما حدث مع أم إحدى الطالبات غاضبة قائلة «حاولت تهدئة أم طالبة إلا أنها رفضت الانصياع لمحاولاتي، الأمر الذي خلق نوعا من الفوضى في المكان والتلفظ بعبارات غير لائقة، إضافة إلى أن أخرى بدأت في تشجيع المتواجدات على الشغب ودفعهن لفعل ذلك». وذكرت وكلية الدراسات الجامعية أنه بعد تفاقم الوضع تم احتجاز الموظفات وإغلاق الأبواب لمنع التهجم الذي لم يتجاوز الألفاظ. ونقلت مصادر ل«عكاظ» من داخل قاعة القبول أن الشرارة الأولى التي أدت إلى حدوث تلك الفوضى تعود لنداء مسؤولات القبول 12 طالبة ممن نسبتهن دون 80 في المائة وإدخالهن داخل منطقة القبول واستبعاد بقية الطالبات وتحويلهن إلى البرنامج التأهيلي، وعند مطالبتهن بالتسجيل أخبرن بأن التسجيل أغلق ما أثار حفيظة الطالبات وأدى لتصادمهن مع المسؤولات. من جهتها، ذكرت المتقدمة (م.ع) أن إدخال طالبات درجاتهن الموزونة دون 80 في المائة أثار حفيظة المتقدمات، الأمر الذي أدى لبدء حالة من الجدل تعاملت معها مسؤولات الأمن بقسوة ما نتج عنه تشابك بالأيادي وعبوات المياه ومن ثم أغلق باب القبول. يشار إلى أن أم القرى أنهت أمس إجراءات القبول الفوري في جميع أقسام الطالبات في كافة التخصصات العلمية والنظرية وفرعيها في الليث والقنفذة بعد أن تم استكمال كافة إجراءات تسجيل الطالبات في أقسام الجامعة للعام الدراسي الجامعي المقبل فيما تم إنهاء القبول في العديد من الأقسام النظرية الخاصة بالطلاب وهي أقسام المحاسبة والاقتصاد الإسلامي والسنة التحضيرية لكلية العلوم الإدارية والسياحية والشريعة وعلم المعلومات والجغرافيا والتربية البدنية والإعلام واللغة الإنجليزية والخدمة الاجتماعية وعلم المعلومات والدراسات القضائية والأنظمة والسنة التحضيرية لمسار الكليات العلمية بالقنفذة والسنة التحضيرية لمسار الحاسب الآلي بالليث. وأبان عميد القبول والتسجيل في الجامعة الدكتور وليد بن جميل ألطف أنه تم حتى الآن قبول 8800 طالبة وطالب في مختلف التخصصات والكليات التابعة لها، مشيرا إلى أن عملية القبول الفوري مستمرة إلى السبت وسيبدأ القبول فيها من نسبة 79.5 في المائة ويقفل القبول على نسبة 78 في التخصصات المتاحة.