قادت حبوب الكبتاجون والحشيش أكثر من نصف نزلاء مستشفى شهار لدخوله والمكوث فيه منذ سنوات عدة، فيما تسببت أيضا بأن يقبع العشرات من المرضى في عنبر الطب الشرعي على خلفية ارتكابهم لجرائم قتل بحق أقاربهم وأفراد آخرين من المجتمع. وكشفت مصادر مطلعة ل «عكاظ الشباب» أن أعدادا كبيرة تفوق النصف من نزلاء مستشفى شهار، يعانون من الهلوسة التامة بسبب تعاطي المخدرات التي أدت إلى سوء في حالتهم الصحية وتم إيداعهم المستشفى، وأشارت ذات المصادر إلى أن عنبر الطب الشرعي يستقبل شهريا العشرات من الحالات التي تسبب أصحابها في جرائم قتل بسبب معاناتهم من الأمراض النفسية، ما يوجب إيقافهم في هذا العنبر دون مخالطة لبقية العنابر والمرضى الآخرين. «عكاظ الشباب»، ومن خلال رصدها لحالات نزلاء مستشفى شهار، وجدت أن الهلوسة والأوهام والضلالات الفكرية سيطرت على هؤلاء النزلاء، حيث أذهبت عقولهم المخدرات والمسكرات وقادتهم للعيش خلف أسوار مبنى مستشفى شهار والتخلي عن المجتمع بكل تفاصيله. وما بين نزيل وآخر تكون الصورة متشابهة، إذ تجدهم يتجولون في الممرات دون معرفة بمن حولهم، يخشون هذا ويترقبون ذاك، ومابين هذه الصورة وتلك، تكون الضلالات الفكرية موجودة من خلال تخيل أمور ليست موجودة أصلا، فضلا عن أن تلك الضلالات هي من دفعت بعضهم إلى ارتكاب الجرائم تحت وقع ضلالة معينة يتخيلها، كما حدث في بعض جرائم القتل بمناطق المملكة. موقع جديد صحة الطائف من جانبها، أكدت ل«عكاظ الشباب» أن المستشفى يقدم كافة الخدمات لنزلاء من المرضى النفسيين، من خلال الطواقم الطبية المتميزة، يأتي هذا في الوقت الذي استلمت فيه صحة الطائف موقع مشروع مبنى المستشفى الجديد من أمانة الطائف والذي يقع على مساحة تبلغ مليوني متر مربع، وبتكلفة 350 مليون ريال وبسعة 500 سرير، خصص 250 منها لعلاج حالات الإدمان والأخرى للأمراض النفسية، فيما ستتم الاستفادة من المستشفى القديم الواقع في حي شهار بتحويله إلى مركز لنقاهة المدمنين من المرضى النفسيين. تذبذب الشخصية وعن هذا الجانب، يشرح المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية بدول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط صالح اللحيدان «المرضى النفسانيون والمرضى العقلانيون ومن في صنفهم من المرضى يعدون من الصنف المرضى الاكتسابي الذي ينجم عن أمور منها المشكلات الأسرية المتفاقمة وتعاطي الممنوعات باختلاف انواعها، وعند وصول المتعاطي لدرجة الإدمان المبكر يصبح لديه نوع من التذبذب في الشخصية، وتصبح لديه ضلالات ذهنية تعتمد على الرؤية القاصرة الناتجة عن تصورات خاطئة، ويحصل من هذا عدم المواءمة مع الواقع وعدم الاتفاق مع الرؤية الصحيحة أو الشخصية السوية، وينجم عن هذا الإحباط في درجاته الثلاث، وهذا النوع تم تصنيفه بالمرض النفسي المكتسب». وأضاف اللحيدان: من خلال زيارات سابقة لي للمستشفى ألقيت من خلالها محاضرات على العاملين هناك وعايشت الوضع عن قرب، فإن هذه الفئة بحاجة لثلاثة أمور قد تكون موجودة لكنها ليست بالصورة الملائمة وتتمثل في السكن والأيواء المناسب لهولاء النزلاء، وكذلك شدة الاحتياط لعملية التغذية وسلامتها، إضافة إلى الموهبة في معاملة المرضى من قبل الأطباء والعاملين بالمستشفى لخصوصية هذه الفئة. وأبان أن المريض من هذا النوع يميل للحساسية المفرطة ضد الذكاء المرتفع المتقلب، ومن ذلك ومن خلال معايناته فإنني أرى أن يكون المستشفى على طريقة علمية معاصرة تكتنفه الأريحية الطبية، ومستشفى شهار يعتبر من أقدم المستشفيات في الشرق الأوسط وله عناية جيدة بالمرضى، ولكنني آمل في المزيد مما قلت، لأن الطب النفسي التحليلي والإكلينكي والاجتماعي تحتاج إلى قدرات فائقة من قبل الطبيب والممرض.