كشف رئيس العنبر الشرعي في مستشفى الصحة النفسية (شهار) في محافظة الطائف منصور النفيعي أن غالبية الحالات المصابة بالأمراض النفسية، عائدة إلى إدمانها المخدرات، لا سيما حبوب الكبتاغون التي تقف خلف 70 في المئة من أسباب إصابتهم ودخولهم في مرحلة من الأوهام والهلوسة والشكوك الحادة تجاه الآخرين بعيدة عن الواقع، ما يتطلب إخضاعها للعلاج والمتابعة المستمرة على مدار الساعة. وأكد النفيعي ل «الحياة» إحالة 41 نزيلاً في العنبر بناء على توصيات اللجنة الطبية الشرعية عقب إنهائهم محكومياتهم في السجون على خلفية قضايا ارتكبوها في حق أنفسهم وحق ذويهم والمجتمع تحت تأثير المرض من ضمنها القتل. وفي جانب إمكان خروج هؤلاء النزلاء تحت الكفالة لمدة زمنية معينة كمحاولة لدمجهم في المجتمع مرة أخرى، أقر بوجود 15 حالة من الصعب خروجها لخطرها والأخرى من الممكن خروجها لمدة لا تتجاوز الأسبوعين شريطة الكفالة، موضحاً أن أقدم مريض في العنبر دخل عامه التاسع غير مسموح له بالخروج، بناء على توصية لجنة الطب الشرعي، إلى جانب رفضه من ذويه وأشقائه جراء ضلوعه في قتل والده، مفيداً بمحاولات تجري من الاختصاصيين النفسيين لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر، بغية تفهم ذويه وضعه المرضي وتمكينهم من زيارته في المستشفى. ولفت النفيعي إلى أن في صفوف النزلاء من أقدم على قتل والده أو والدته أو إشعال النار عشوائياً لا شعورياً، وتقديراً لظروفهم المرضية يتم في الغالب التنازل عنهم من أسرهم باعتبارهم أصحاب الدم، ويسرّحون من السجن وتوصي اللجنة الطبية الشرعية ببقائهم تحت الملاحظة في المستشفى. إلى ذلك، أعلن مدير مستشفى الصحة النفسية في محافظة الطائف الدكتور جلال تارم تخصيص أرض بمساحة مليوني متر مربع تقع في وادي جليل لمصلحة مشروع المستشفى الجديد. وأشار في حديثه إلى «الحياة» أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى الجديد تبلغ 500 سرير، 250 منها لعلاج حالات الإدمان والأخرى للأمراض النفسية، ملمحاً إلى أن المستشفى سيخاطب لاحقاً وزارة الصحة بغية رفع عدد الأسرة للتوسع في خدمة المستفيدين من المرضى والمدمنين. وأكد أن المستشفى القديم الواقع في حي شهار سيتم تحويله إلى مركز لنقاهة المزمنين من المرضى النفسيين، موضحاً أن كلفة المشروع تبلغ 850 مليون ريال.