في الجزء الشمالي الغربي من مدينة خميس مشيط، يتمدد الطريق الوحيد الذي تجاوز عمره الافتراضي عشرات السنين ولا زال ينتظر أن تمتد إليه يد الإصلاح لتعيد سيرته الأولى، فقد ظل يقدم خدماته ل 15 قرية يسكنها آلاف المواطنين، كما أنه يخدم أكثر من 20 مصنعا من المصانع الثقيلة المعروفة على مستوى العالم، ومنها شركة غاز الجنوبية ومصانع الدهانات والبلاستيك والبلاط والحديد وغيرها؛ الآن وعندما ترتاده لن تجد أمامك حلا وأنت تتأرجح داخل سيارتك إلا أن تطلق لإطارات سيارتك العنان هربا من حفره ومطباته إلى الطريق الترابي، فالتراب يعتبر بكل المقاييس أفضل حالا من الأسفلت المكسر الذي تتأذى منه السيارات. يقول كل من محمد بن علي بن صالح، مشبب بن جبران الأحمري من سكان الشرم، «حفيت أقدامنا من مراجعة فرع وزارة النقل في منطقة عسير لإيجاد حل سريع لهذا الطريق الذي لا يتجاوز طوله 10 كيلو مترات، والذي استعمرته الشاحنات وأهلكته بحملاتها الجائرة وأصبح طريقا للموت لكونه خطا فرديا وتتزاحم عليه الشاحنات الخارجة والداخلة إلى المصانع»، وأوضح الأحمري أن حياة المارة أصبحت مهددة، واصفا الطريق بالمنخفضات والمرتفعات مثله مثل طرق السباقات أو الطعوس الرملية، وأضاف «ومع هذا فقد ذهبت السنين وإدارة الطرق ظلت تقول في كل عام إصلاحه سيكون من ضمن الميزانية القادمة، ولكن كل هذه الوعود تذهب أدراج الرياح ولا ترى النور». وعود متكررة ويمسك صالح بأطراف الحديث ويؤكد أنهم تلقوا وعودا متكررة بصيانته بالرغم من أن هذا الطريق لم يعرف الصيانة منذ أن تم إنشاؤه قبل حوالى 35 عاما، وأضاف «أهالي القرى يعلمون أن هذا الطريق لا تكلف عمليات صيانته شيئا، فهو لا يتجاوز عشرة كيلو مترات، ما يتولد لديهم أن ذلك الطريق منسي عند المسؤولين كونه قصيرا ويقع في أطراف مدينة خميس مشيط». وتساءل صالح، لماذا لا تترك إدارة الطرق تنفذ عملية السفلتة أو تترك البلدية تنفذه، لقد أصبح ذلك الطريق واحدا من معاناة السكان ويهدد حياتهم وحياة أبنائهم الطلاب، داعيا في الخصوص إدارة الطرق والجسور أن تصحو من سباتها العميق لتلبي احتياجات وحقوق المواطنين، في الوقت الذي حصلت فيه الكثير من القرى على خدماتها كاملة. ميزانيته معتمدة من جهته، أوضح مصدر في بلدية الخميس ل «عكاظ» أن البلدية قررت قبل عدة أعوام إعادة سفلتة الطريق حتى مدخل قرية العمارة، كونه طريقا رئيسيا ويخدم الكثير من القرى والمواطنين، على أن تتم سفلتة 10 كيلو مترات، وقال «طلبنا قبل عامين الإذن من فرع وزارة النقل في منطقة عسير ولكن إدارة النقل والطرق في عسير رفضت وقالت إنه تم اعتماد ميزانية للطريق وإنه ستتم سفلتته من جديد وحتى هذه اللحظة مر أكثر من عامين ولم يتم شيء». معارضات المالك وأكدت مصادر ل «عكاظ» أن مشروع السفلتة تمت ترسيته وتسليمه لإحدى الشركات للشروع في التنفيذ، ولكنه لوجود معارضات من بعض أصحاب الأملاك فقد تم رفع اقتراحات عدد من اللجان للوزارة للبت في الموضوع من حيث الشروع في التنفيذ على المخطط المعتمد أو تعويض أصحاب الأملاك، وأوضح أنه رغم أن أغلب الملاك لا يملكون صكوكا شرعية، إلا أن أوراق المبايعات قد يكون الهدف منها الحصول على تعويض من الدولة فقط، مبينا أن أصحاب التعويضات السبب المباشر في تأخير التنفيذ.