دعا رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء وإمام المسجد الحرام في مكةالمكرمة الدكتور صالح بن حميد رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى تجديد معاملاتهم مع الناس لأن البشر يطورون مع مرور الوقت مخالفاتهم، جاء ذلك خلال لقائه أمس رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الطائف، بحضور رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المحافظة الشيخ عبدالرحمن الجهني، ومديري أقسام الهيئة في لقاء مفتوح في قاعة جمعية تحفيظ القرآن الكريم. وعبر الدكتور ابن حميد عن مدى اعتزازه باللقاء مع جهاز الهيئة في الطائف، ذاكرا لهم بأن العمل في هذا الجهاز يحتاج إلى صبر وبها مشقة، طالبا في الوقت ذاته من رجال الهيئة تجديد التعامل مع الناس وفقا لتغير مجريات العصر والرفق بهم، وألا يشغلوا أنفسهم بعدم التناسق بين الميدان وقلة العدد. وقال الدكتور صالح في بداية حواره مع أعضاء هيئة الطائف «أشكر الله وأثني عليه على هذا اللقاء المبارك وعلى دعوة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الطائف، وفي مثل هذا اللقاء مع الوجوه الخيرة، وأقولها بكل مصداقية بأن الله اصطفاكم من بين خلقه بالقيام بهذه المهنة الشريفة». واستطرد الدكتور صالح «أقولها بكل مصداقية بأن الله اصطفاكم بالقيام بالمهنة الشاقة، وهي تحتاج إلى صبر وبها معاناة ومن أكبر مهمات الأنبياء والرسل، وذلك بمواجهة الناس ونصحهم والقبض على من يخالف منهم بالجرم المشهود وبالمواجهة، وكما هو معلوم لديكم كيف تكون الحالة عند مقابلة ومواجهة المخالف، إذ أن المخالف لا يحب بطبيعة الحال أن يكتشف أمره». واستطرد بقوله، إن «الممارسات تنبتها طبيعة العصر يوميا وأنتم كنتم في مواجهة معها، والأخطاء موجودة في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأنا لا أحبذ توجيه رسائل نصح، وعملكم ميداني، قد يحصل من البعض الهدوء الذي يؤدي إلى بطء في الممارسة، أو اندفاع يؤدي إلى ممارسة خاطئة عند كثرة مواجهة المخالفين، والرسول عليه الصلاة والسلام وجهت إليه اتهامات أنه كذاب ومجنون وساحر وتعرض لمحاولات القتل، وأوصيكم بأن توطنوا أنفسكم على هذه المواقف الصعبة، كما أوصيكم بالرحمة والإشفاق على الأمة، بحيث لا تتوانوا في الحزم، والشفقة تكون داخلية بالاستشعار، بحيث تستشعر داخليا أنه مخطئ، والأداء بإذن الله سيكون جيدا من حيث التحمل». وأشار «ينبغي إلى أنه لا يكون جانب الاحتساب غائبا، فأنتم بحاجة للإخلاص لأن عملكم علن». وفي مداخلة من الحضور عن مدى جواز النظر في مقاطع الأفلام والصور التي تكون في جوالات من يقبض عليهم، قال «لا حرج في ذلك إذا كان المقصود الإثبات». وفيما إذا كان اعتراف رجل الهيئة بالخطأ يعد انتقاصا من قدره، قال «الاعتراف بالخطأ قوة، ولا بد أن يصحح موقفه إذا أخطأ». وفي سؤال عن دخول رجال الهيئة في جلسات الشباب وهم في حالة سكر، وفيما إذا كان يعد ذلك تجسسا، قال «يختلف الحال، فإذا كان وضعهم فاشيا ظاهرا للعيان يلزم معالجته، وإذا لم تسمع أصوات أو تظهر روائح فيتم نصحهم والستر عليهم». وحول مسألة الستر على الشخص الذي يقبض عليه في جريمة، قال «الأصل في ذلك الستر، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول (هلا سترته بثوبك)، والحد مشكلة عظيمة يحرص الإسلام أن لا يقع أو يثبت على أحد، والتعزير فيه اجتهاد».