أكد المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان أن زيادة أسعار السلع الغذائية الرمضانية وغير الرمضانية حرام، مستندا في تحريمه إلى قول لشيخ الإسلام ابن تيمية «لا يجوز لأحد أن يكسب فوق الكسب المعتاد». واعتبر الغش والتدليس، واستغلال حاجات الناس، والاحتكار وزيادة الأسعار بأكثر من المعتاد فاحشة بغير وجه حق، ومن الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية. وقال ل«عكاظ» إن «رفع وزيادة الأسعار عن المعتاد واستغلال دخول شهر رمضان من أجل تحقيق مكاسب معينة، سواء كانت السلع رمضانية أو غير رمضانية، محرم شرعا». إلى ذلك, شهدت أسعار بعض السلع الغذائية في الرياض، وخاصة زيوت الطبخ ومشتقات الألبان والمكرونة بأنواعها المختلفة وبعض سلع شهر رمضان، ارتفاعا كبيرا خلال هذه الأيام قارب من 35 في المائة، وسط توقعات بموجة غلاء جديدة قد تطال كل السلع الغذائية خلال الشهور المقبلة. وسادت مخاوف لدى المستهلكين من أصحاب الدخول المحدودة والمراقبين في السوق من أن يسعى تجار ومراكز التجزئة إلى استغلال موجة ارتفاع الأسعار العالمية لرفع هامش أرباحهم في مختلف أنواع السلع الرمضانية، الأمر الذي يثقل كاهل المستهلكين. وأبلغ تاجر تجزئة «عكاظ» أن أسعار المكرونة والأجبان واللبن زادت خلال الشهرين الماضيين بنحو 30 في المائة، وأن الزيادة جاءت من المستورد «يعني التاجر». من جانبه قال أحد التجار المستوردين للاغذية «نحن نعي جيدا أن المستهلكين مستاؤون جراء الزيادة في الأسعار، ولكن ماذا نفعل؟ نحن نشتري السلع بأسعار عالية ونضطر لإضافة هذه الزيادات على المستهلك»، نافيا رفع هامش الربح لديهم في السلع الغذائية التي يبيعونها. إلى ذلك، طالب مواطنون وزارة التجارة بالتدخل الفوري لوقف الارتفاعات التي تحصل بين الفينة والأخرى، وأضافوا أن «هذه الزيادات أضرت بنا». ويذكر أن دراسة متخصصة عن ارتفاع الأسعار في المملكة أظهرت ارتفاع هامش الربح لدى عدد من تجار التجزئة والمواد الغذائية من 4 إلى 11 في المائة، وهو ما أسهم في زيادة أسعار السلع الأساسية. من جانب آخر، تعتزم لجنة الأمن الغذائي في غرفة الرياض وكرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي في جامعة الملك سعود، إعداد دراسة عن تنبؤات أسعار السلع الغذائية الأساسية في السنوات العشر المقبلة.