أمضت الحكومة الفيدرالية الأمريكية سنوات عدة في التفكير حول اتخاذ الخطوات في المساعدة على إبعاد بكتيريا «إي كولاي» عن المواد التموينية، حيث أصبحت هذه القضية أكثر إلحاحا مع انتشار هذه البكتيريا القاتلة في أوروبا، مثيرة القلق في كل من الولاياتالمتحدة والقارة الأوروبية على السواء. ولكن بعدما طال تفكير الحكومة الاتحادية في هذه القضية المهمة، قررت شركتان عملاقتان لتجارة المواد الغذائية؛ وضع خطط محكمة لوقاية المستهلكين من هذه البكتيريا القاتلة، حيث بدأت إحداهما الشهر الماضي تطلب من موردي المنتجات الموضوعة في الأكياس، بما في ذلك الخس الأخضر وشرائح التفاح وجزر الأطفال، بضرورة اختبارها للتأكد من خلوها من البكتيريا السامة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن كريغ ولسون، مدير سلامة المواد الغذائية لإحدى الشركات قوله: «ندرك تماما أن اختبار المنتجات أفضل وسيلة لوقاية المستهلكين من هذا المرض القاتل. وفي الأسبوعين الماضيين، قام العديد من الموردين بإضافة عملية الاختبار القادر على اكتشاف البكتيريا من المواد الآتية من أوروبا. وتنوي الشركة أيضا اختبار كل أنواع لحوم البقر التي تباع في مستودعاتها. وبدأت تقييم عمليات الاختبار في مصنعها لاكتشاف أكبر قدر من بكتيريا «إي كولاي» في الهمبورغر الذي تصنعه واللحوم المفرومة التي تدخل فيه. وتعتزم الشركة أيضا مطالبة الموردين بإجراء اختبارهم الخاص على اللحوم المفرومة في أواخر فصل الصيف الحالي. وحتى وقت قريب، كانت مصانع اللحوم والموردون يركزون على نوع من البكتيريا المعروف ب «O157:H7» والذي كان مسؤولا عن عدد من الإصابات وسحب مواد غذائية من مراكز تجارية. ولكن خبراء الصحة العامة اكتشفوا ستة أنواع نادرة من البكتيريا تعرف ب «الستة الكبار»، التي تعد السبب الرئيسي للمرض الذي تسببه المواد الغذائية، بما في ذلك المرض الذي انتشر في أمريكا العام الماضي بسبب الخس الروماني الملوث. واتخذت شركات أمريكية أخرى إجراءات وقائية مماثلة صارمة، لحماية المستهلكين، عن طريق الإكثار من عمليات الاختبار والرقابة على المواد الغذائية، للتأكد من سلامتها وخلوها من المواد الملوثة والبكتيريا.