تحول ميدان التحرير في القاهرة إلى رمز مصري عريق لما كان له من تأثير على الحياة السياسية في مصر، وفي الوقت الذي يعكس فيه ميدان التحرير صورة مصر السياسية الجديدة، كان لا بد أن يعكس في الوقت ذاته الحياة الاقتصادية والشعبية للمصريين. وفي الآونة الأخيرة، أصبح الميدان سوقا شعبيا وجد فيها الباعة المتجولون مصدر رزق مهما لهم، مستفيدين من وجود المعتصمين الذين عادوا للإقامة في الخيام مجددا، إضافة إلى عشرات الزوار. ووقفت «عكاظ» في ميدان التحرير ورصدت جانبا من الحالة التي يعيشها المعتصمون في الميدان، حيث مازالت الشعارات والهتافات تتواصل مطالبة بسرعة محاكمة النظام السابق ورموزه محاكمة علنية وسريعة، في حين يتناوب مجموعة من الشباب على تنظيم الدخول والخروج من وإلى الميدان عبر بوابتين بهدف حماية المعتصمين من دخول الغرباء من المخربين، على حد قول المعتصمين. هشام بكري شاب يبيع العصيرات والمياه في الميدان تحدث ل «عكاظ» قائلا: وجدت في ميدان التحرير مصدر دخل لي كشاب يبحث عن تأمين مستقبله في الوقت الذي يعاني فيه أبناء جيلي من البطالة، ولهذا قررت بيع العصيرات والمياه الباردة في هذا المكان، حيث إن الميدان على مدار 24 ساعة يتواجد فيه المئات من المعتصمين والزوار. كما تحدث للصحيفة من الميدان أحمد حسن متولي صاحب شركة، حيث عزا العودة للاعتصام مجددا في ميدان التحرير إلى عدم تحقيق مطالب الثورة، وقال «الناس عادت لميدان التحرير؛ لأن المطالب لم تتحقق، الشهداء لم يأخذوا حقهم». أما الشابة رحاب محمود فقالت «أتمنى على المعتصمين أن يعطوا فرصة للمجلس العسكري ليأخذ وقته حتى تكون المحاكمات عادلة، معتبرة أن بيان المجلس العسكري كان صارما لكنه لا يمثل لغة تهديد أو تحد للمعتصمين»، فيما تعتقد ابتهال حسين أن استمرار الاعتصام سيقود المجلس العسكري إلى تحقيق المطالب.