كشف ل«عكاظ» مدير إدارة الدفاع المدني في المدينةالمنورة العقيد علي بن عطاالله العتيبي، عن إعتماد قاعدة للطيران العمودي سيبدأ العمل في إنشائها في المنطقة قريبا، مشيرا إلى أنه حدد موقع القاعدة. واعترف العتيبي بتأخر فرق الدفاع المدني في المنطقة عن مباشرة بعض الحوادث، وقال «التأخر خارج عن إرادتنا، خصوصا إذا كان وصف المبلغ غير دقيق، أما إذا كان الوصف واضحا فالوصول لا يحتاج إلا لدقائق معدودة». وعن الوقت الأقصى لوصول فرق الدفاع المدني للحوادث، وإجراءاتهم لعدم تجاوزه، أجاب «نشرت وحدات الدفاع المدني بشكل علمي مدروس بحيث لا تزيد المدة التي تقطعها فرق الدفاع المدني لأبعد حادث داخل المدينةالمنورة عن ثلاث دقائق فقط، ولنضمن عدم تأخر الفرق فإن هناك جولات يومية مجدولة لجميع فرق الدفاع المدني بهدف معرفة المعالم البارزة وأقرب الطرق للوصول لها، وكذلك الطرق البديلة للشوارع المقفلة بسبب المشاريع والحفريات، وهناك اختبارات شفهية وعملية لأفراد الفرق للتأكد من معرفتهم لجميع المعالم البارزة والشوارع الموجودة». وردا على سؤال عن أسباب اتهام الدفاع المدني بالتأخر قال «يرد البلاغ للدفاع المدني بعد حدوث الحريق أو الغرق أو الاحتجاز المروري.. ومن يقف أمام الحريق ويشاهد النار تنتشر بسرعة، ومن شدة خوفه على المصاب أو وصول النار لمساحة أكبر، فإن الثانية تمر ويحسبها دقيقة والدقيقة يحسبها ساعة، وهذا شيء طبيعي نتيجة لما يعانيه قريب المحتجز من ضغط نفسي وعصبي، ولهذا نجد الكثيرين يتهمون الدفاع المدني بالتأخر». وفي رده على سؤال عن مطالبة المواطنين بتوفير أجهزة ومعدات سلامة وإطفاء تمضي شهور وسنوات دون أن تستخدم أجاب «لهذه الأجهزة هدفان أولا الوقاية من الحريق ومنعه قدر الإمكان من الوقوع، ثانيا مكافحة الحريق حين وقوعه ومنع انتشاره، فإذا تحقق الهدف الأول فإننا لا نحتاج إلى الهدف الثاني، ولكن لو حدث الحريق نتيجة لخلل فني أو أخطاء بشرية فإن المعدات ستقضي عليه في الحال وفي نفس الوقت نضمن سلامة الأرواح والممتلكات، ويدرب الدفاع المدني موظفي الدوائر الحكومية والفنادق والشقق المفروشة والدور السكنية للعمل على هذه المعدات، كما توجد لدينا برامج تدريبية مجانية للراغبين من المواطنين والمقيمين كل يوم أحد وثلاثاء من كل أسبوع ما بين التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا في شعبة التخطيط والتدريب في العزيزية». أنظمة عالمية وعن مدى توفر اشتراطات السلامة في مباني المنطقة المركزية قال «نفذت الأنظمة المطلوبة في هذه المباني فإن لم تكن أفضل من مستويات الفنادق العالمية فهي لا تقل عنها لأننا أخذنا هذه الأنظمة والمتطلبات من عدة قوانين عالمية، كما أنه بالإضافة إلى ما ورد في اللوائح الصادرة من وزارة الداخلية إستفدنا من لائحة المباني الصادرة من أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن الكود الأمريكي (NFPA) ومن الأنظمة الأوروبية والعالمية الأخرى. ونتأكد من تنفيذ هذه الاشتراطات في مباني المنطقة المركزية من خلال أربع مراحل هي: الأولى: عندما تحال مخططات أنظمة السلامة والإطفاء للمبنى للدفاع المدني من قبل هيئة تطوير المدينةالمنورة قبل البدء في حفر أرضية المبنى وذلك لمراجعة المخططات من قبل الضباط المختصين. الثانية: المتابعة أثناء التنفيذ وتلافي أي أخطاء أو ملاحظات في الإنشاء وهذه خدمة يقدمها الدفاع المدني لملاك المباني. الثالثة: بعد الانتهاء من إنشاء المبنى وقبل تشغيله هناك لجنة مشكلة من عدد من الضباط برئاسة مدير شعبة العمليات في إدارة الدفاع المدني في المدينةالمنورة لتجربة جميع الأنظمة المركبة في المبنى. الرابعة: أثناء تشغيل واستخدام المبنى فهناك جولات تفتيشية دورية بمعدل مرتين في الشهر ويكون الهدف منها التأكد من أدار رجال السلامة في المبنى لعملهم.. صيانة مستمرة وعما إذا كانت تواجههم صعوبة في مباشرة الحوادث في أحد مباني المنطقة المركزية، بين أن حريق مباني المنطقة المركزية لا يخيفهم في ظل وجود أنظمة السلامة وصيانتها المستمرة، بل أن الحريق في هذه المباني لا يحتاج إلى تدخل فرق الدفاع المدني لأنه سينطفئ في الحال عن طريق أنظمة الرش التلقائي ومعدات المكافحة الموجودة، إضافة لذلك هناك آليات حديثة متطورة للتعامل مع مباني المنطقة المركزية في أسوأ الاحتمالات. وحول تجاوب أصحاب مباني إسكان الحجاج بتنفيذ اشتراطات السلامة قال «في العام الماضي حاول البعض الحصول على مهلة لتنفيذ اشتراطات السلامة إلى بعد الموسم، ولكن كانت توجيهات أمير منطقة المدينةالمنورة تقضي بعدم التهاون في اشتراطات السلامة». واستعرض مشاهد حية لشجاعة رجل الدفاع المدني وتضحياته في سبيل أداء واجبه، فقال «في كثير من الحوادث نشاهد رب الأسرة يصرخ ويستغيث لإنقاذ أفراد عائلته المحتجزين داخل المنزل المحترق ولكنه لا يستطيع المخاطرة بنفسه لإنقاذهم، ونجد رجل الدفاع المدني يضحي بنفسه ويقتحم النار والمخاطر في سبيل إنقاذ هؤلاء المحتجزين». وعن استعداداتهم لإجازة الصيف قال «إن الزواجات والاحتفالات تكثر في هذه الإجازة لذلك تم منذ شهر ربيع الأول الكشف على جميع قصور وقاعات الأفراح والاستراحات، واكتشفنا العديد من مخالفات السلامة، وجرى إنذار أصحاب المنشآت المخالفة بسرعة تلافي المخالفات وتنفيذ المتطلبات. وفي رده على سؤال عن غياب الدفاع المدني عن المزارع والاستراحات التي توجد بها مسابح أو برك للسباحة أجاب: هذا الكلام غير صحيح حيث إن جميع المزارع والمسابح حصرت من قبل مراكز الدفاع المدني ويجري الكشف عليها بشكل دوري وتتوفر فيها اشتراطات السلامة اللازمة، ومع ذلك تقع حوادث غرق الأطفال بسبب عدم مراقبة الأطفال من قبل ذويهم وتركهم يلعبون أو يسبحون بمفردهم وقلة الوعي بهذه المخاطر، أثبتت الإحصائيات أنه حصل خلال الست سنوات الماضية أكثر من 110 حالة غرق مابين وفاة وإصابة ، 80% منهم من هم دون سن الرابعة لذلك أهيب بكافة المواطنين بعدم ترك أطفالهم يقتربون من المسابح و«البانيوهات» الممتلئة بالماء . وكشف أن السنتين الماضيتين لم تشهدان أية زيادة في أعداد الحرائق الناتجة عن زيادة الأحمال الكهربائية، مشيرا إلى أنها تقلصت بسبب التعاون الجيد بين الدفاع المدني وشركة الكهرباء. وبين أن لجنتي النظر في الدفاع المدني أصدرتا خلال السنتين الماضيتين 115 غرامة بملغ 1.2 مليون ريال، مضيفا نحن في الدفاع المدني نتمنى ألا يغرم أي شخص، ولكن نكون مجبرين في حالة عدم التجاوب بتنفيذ اشتراطات السلامة، إذ أن سلامة الناس وممتلكاتهم فوق كل اعتبار، وقال «إن لائحة النظر في مخالفات نظام ولوائح الدفاع المدني الصادرة بقرار من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس مجلس الدفاع المدني، تهدف للمحافظة على سلامة الأرواح والممتلكات وذلك بحث المخالفين لاشتراطات السلامة على تنفيذ المتطلبات اللازمة وإلزامهم بالتنفيذ»، مشيرا إلى أن اللائحة تطبق على جميع المنشآت والأنشطة المخالفة لنظام ولوائح وتعليمات الدفاع المدني.