شرعت وزارة الداخلية في تنفيذ مشروع كبير لتطوير حرس الحدود على حدود المملكة الساحلية والجبلية والبرية، من خلال نظام المراقبة الإلكترونية ذات الكاميرات الحرارية، ما من شأنه إنهاء الكثير من التجاوزات التي تحدث على الشريط الحدودي، حيث يحاول المهربون الوصول إلى الأراضي السعودية وبكافة السبل، إلا أن حرس الحدود بتجهيزاته الحديثة، يقف لهم بالمرصاد، حيث تساند الدوريات البحرية على الشاطئ، الدوريات المتمركزة وسط البحر بتجهيزاتها الليلية، وتقوم بتفتيش من يحاول الدخول أو الخروج للصيد أو الإبحار، وذلك لإيقاف زحف بعض المتسللين عبر السنابيك البحرية، والتأكد من عدم حمل بعض الصيادين الممنوعات من البحر إلى الشاطئ، وتقديم العون والمساعدة عند طلب النجدة عندما يتعرض بعض الصيادين للتوهان، أو عند جنوح بعض السفن والقوارب، ويتم ذلك بواسطة الدوريات التي تتمركز على «التباب»، والأبراج التي تراقب البحر رغم بعض العوائق التي تعترض وفي مقدمتها شجر الشورى الذي يغطي مساحات كبيرة من الشواطئ، ولكن مركز حرس الحدود في المضايا في منطقة جازان يقوم بدور ملموس في إيقاف هذه التجاوزات، ولا تختلف المهربات في البحر عن غيرها في البر، فأغلب هذه المهربات من القات والحشيش وبعض المتسللين من الجنسيات الأفريقية. «عكاظ» كانت أول صحيفة ترافق رجال حرس الحدود وتعيش معهم لمدة أسبوع ليلا ونهارا، متنقلة بين السواحل والجبال، راصدة الأعمال التي يقومون بها، وكيفية التعامل مع من يحاولون التسلل إلى البلاد بطرق غير نظامية. سباحة خطرة كانت بداية الجولة من قيادة قطاع الموسم في منطقة جازان باتجاه الشريط الحدودي برفقة الناطق الإعلامي في حرس الحدود العقيد عبدالله بن محمد بن محفوظ وعدد من منسوبي حرس الحدود، وكان أول ما يسترعي الانتباه وجود عدد كبير من الشبان يمارسون السباحة في مناطق ممنوعة على شاطئ الموسم حيث كانت اللوحات التحذيرية تحظر السباحة في تلك المنطقة، ولكنهم يتجاهلون تلك التحذيرات، حيث أكد أحد الشبان أنهم لا ينظرون إلى هذه اللوحات، بل يقومون بإيقاف سياراتهم والنزول إلى البحر، ما اعتبره الناطق الإعلامي في حرس الحدود معاناة يواجهها رجال حرس الحدود عند قيام البعض من المواطنين بالنزول إلى البحر دون التأكد من سلامة الموقع، ما يشكل خطرا عليهم، ويؤدي إلى حالات غرق، واتهام حرس الحدود من ثم بالتأخير، علما بأن هذه المناطق تشهد أعدادا كبيرة من الغرقى بسبب عدم تقيدهم بالتعليمات. مرافئ الصيد وعندما يحاول صيادو القوراب الإبحار للصيد، تطبق عليهم كافة التعليمات من قبل حرس الحدود وهي أنظمة وقوانين دولية معترف بها، ولكن حرس الحدود يواجه حزمة من المشاكل بسبب المرافئ المتهالكة والتي تفتقر لأبسط أنواع الاهتمام، ما ينعكس سلبا على رجال حرس الحدود ويعوق عمليات التفتيش أثناء العودة، يحدث ذلك ووزارة الزراعة لا تحرك ساكنا تجاه هذه المرافئ التي تشكل خطرا ومعاناة وتشويها لشاطئ الموسم، إلا أن إنشاء وبناء مراسي الصيد ليست من مسؤوليات حرس الحدود، حيث تقتصر مهامه على النواحي الأمنية، وتنفيذ الأوامر والتعليمات الخاصة بلائحة الأمن والسلامة لمزاولي الصيد والنزهة، وعمليات الإنقاذ البحري. مشروع التطوير وفي سياق ذلك، كشف قائد حرس الحدود في منطقة جازان اللواء عبدالعزيز بن محمد الصبحي، أن مشروع التطوير الذي ينفذه حرس الحدود حاليا، يأتي بتوجيهات من وزارة الداخلية للتقليل من المخاطر التي تتربص بالمملكة على حدودها المختلفة، مضيفا أن حدودنا ستكون آمنة بفضل الله ثم بتوجيهات ولاة الأمر، وبوفاء وصمود أبنائنا المخلصين من رجال حرس الحدود الذين يضحون بأرواحهم من أجل تراب هذا الوطن، منوها بالاستشهادات المتكررة، والإصابات والمواجهات التي تحدث باستمرار، كأكبر دليل على عزم رجال حرس الحدود على التصدي لكل من يحاول المساس بأمن هذا الوطن، مشيرا إلى أن ما تم إنشاؤه من أبراج مراقبة وحواجز معدنية للسيارات المهربة وسفلتة خط سير الدوريات، كان بجهود موفقة من حرس الحدود، وكان لها أكبر الأثر في انخفاض نسبة التسلل والتهريب مقارنة بالأعوام السابقة التي لم يكن بها تلك الموانع. ابتعاث للطيران وبين الصبحي أن ملامح هذا التطوير، تتمثل في ابتعاث عدد من أبناء حرس الحدود لدراسة الطيران بهدف مراقبة هذه الحدود، وتشييد مبان نموذجية بمنسوبي حرس الحدود، وتهيئة الفرد نفسيا من خلال المرافق الترفيهية التي ستنفذ في إطار مشروع التطوير الجديد الذي سيشهده قطاع حرس الحدود قريبا. وأضاف أن أبراج المراقبة الحالية ليست سوى امتداد لأبراج أخرى قد يصل عددها إلى (20) برجا، يتوفر بها جميع الأجهزة التعقيبية الحديثة من كاميرات حرارية ونواظير نهارية وليلية، وغرف للمناوبين وغيرها من التجهيزات التي سيتم الانتهاء منها قريبا، وسيكون هناك المزيد منها في المواقع التي نرى أن إيجاد أبراج فيها ضرورة، فيما سيتم استغلال المواقع المرتفعة لتكون بمثابة أبراج مراقبة، معتبرا السياج الأمني الموجود في حرم الحدود السعودية، والذي يبدأ من قطاع الطوال مرورا بقطاع الخوبة، حد من تجاوزات المتسللين والمهربين بنسبة كبيرة، فيما سيكتمل المشروع على كامل الحدود حسب برنامج التطوير، مؤكدا أن ما يتعرض له رجال حرس الحدود من مخاطر، لن يعوقهم عن مواصلة أعمالهم مهما كانت النتائج، مستغربا ما يدور في بعض المجالس عن تهاون من بعض الدوريات على الشريط الحدودي.