شمر أطفال القطيف عن سواعدهم في إجازة الصيف، واستبدلوا أيام الراحة بالعمل ومساعدة آبائهم وأسرهم ومشاركتهم في أعمال الصيد وبيع الأسماك. الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة كانوا محل أنظار زوار سوق الأسماك في القطيف، حيث لجأ بعض الآباء إلى تعريف أبنائهم على مهنتهم ومصدر رزقهم، حتى يحافظوا على إرث الآباء والأجداد من جانب، والترفيه بالتعلم من جانب آخر. إلا أن الكثير من الأطفال دفعهم الفضول إلى استكشاف عالم الأسماك ومعرفة تفاصيل مهنة الصيد، مستثمرين بذلك أوقاتهم بشكل جيد. وبين زحمة المارة والروائح المنتشرة في كل مكان يتراكض أطفال بحركات سريعة حاملين معهم أكياس الثلج ويدفعون عربات السمك، ويشد انتباه الزبائن الفتى قاسم سليم بفطنته في انتقاء الأسماك الطازجة وعرضها على المتسوقين، فمنذ ثلاثة أعوام وقاسم سليم يأتي إلى السوق في أيام الإجازات ليساعد والده وعمه في تنظيف الأسماك، ونقلها من السيارة إلى مكان البيع داخل السوق على حد قوله قاسم من بين عشرات الأطفال الذين يبحثون عن لقمة العيش يقول: بعد الانتهاء من أداء واجباتي اليومية أرافق والدي وعمي إلى السوق لمساعدتهم وأحيانا يصطحبانني في رحلة الصيد البحرية حيث أحب أن أتعلم مهارات صيد الاسماك. محمد حسين (12 عاما) نموذج للفتى المكافح من أجل العمل واكتساب المهارات، وجه اعتاد عليه الصيادون في السوق، فهو يعمل بنشاط وحيوية في بيع الثلج على الصيادين يقول: أقوم ببيع أكياس الثلج وأتقاضى أجرا يوميا أعطيه أمي التي هي الأخرى تعمل في صناعة المشغولات اليدوية لتؤمن لنا مصاريفنا واحتياجاتنا في ظل غياب والدنا المتوفى. الطفل صالح (10 أعوام) يعمل على تنظيف السمك ومساعدة الباعة خاصة في موسم الربيان فهو يمتلك مهارات جيدة في التعامل مع أنواع الربيان على الرغم من صغر سنه، ويقول «أحب العمل في أيام الإجازة الصيفية؛ لأنني أحبك صيد الأسماك والعمل في السوق». وعن طبيعة عمله يضيف «عملي جميل وأحبه، كما أنني أحصل على مكافأة مالية في نهاية اليوم، وأقوم بتجميعها حتى استطيع في المستقبل شراء قارب صيد».