هنداوية مكة الحي المبعثر الذي يشبه في تفاصيله هنداوية جدة، فالقواسم المشتركة بينهما مستنقعات تشكل بؤر توالد للبعوض وعمالة وافدة لا تمت للنظام بصلة منتشرة في الأزقة والشوارع، لدرجة أن المرور بأي شارع فيهما يوحي للمارق بأنه أمام ألوان الطيف لتزيد من حدة المخالفة في هذه الأحياء. حي الهنداوية في مكة، كما يصفه من ساقتهم الخطوة إليه من سكان العاصمة المقدسة، بأنه بؤرة أمراض تنفسية وصحية تعج بها أروقة الحي، يقول أبو سلمان «تنتشر في الحي الأطعمة المكشوفة والمستنقعات، إضافة لعمالة مخالفة لنظام الإقامة والعمل تقدم الطعام بطرق بعيدة عن الاشتراطات الصحية وتؤرق منام الأحياء المجاورة إثر الأفعال التي تصدر منهم في أواخر الليل». وأضاف أبو سليمان «البسطات التي تديرها عمالة أفريقية وافدة تبيع منتجاتها دون خوف، إذ إن غياب الرقيب أسهم في تماديهن واتجارهن بالممنوعات لأنهن يعملن وفق قاعدة من ضمن العقوبة أساء الأدب». وعلق الناطق الإعلامي في إدارة جوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين على ما يحدث في الحي بالقول «إن فرق الجوازات تنفذ جولاتها على الأحياء لضبط الباعة والعمالة السائبة من خلال لجنة مشتركة لمكافحة الظواهر السلبية». ويشكو سكان الحي والأحياء المجاورة غياب الدور البلدي، إذ تقول أم أحمد إن السكان أصبحوا يستيقظون على رائحة مياه الصرف الصحي، إضافة إلى أن تراكم النفايات أصبح يشكل تلوثا بصريا تعود المارون عليه. وتضيف «سئمنا سماع تصريحات لا تساهم في حل مشاكلنا نريد حلولا ملموسة توفر لأهل الحي الأمان والهدوء المعيشي الذي لطالما حلمنا به وهو في الأول والأخير حق مشروع إضافة إلى حق النظافة الذي نسيناه نحن وصناديق النفايات». ليرد الناطق الإعلامي في إدارة الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري «أن كل بلدية تتابع مسؤولياتها داخل نطاقها، مشيرا إلى إنه في حال وجود مستنقعات داخل الحي فهذه من اختصاص إدارة المياه والصرف الصحي».