تزامنت مؤخرا أخبار نوعين من الفجائع التي رغم اختلافها في الظاهر لكن أصلها الجوهري يبدو واحدا، فمن جهة أخبار جرائم تعنيف وتعذيب وقتل الأطفال في بيت زوجة الأب، وإحصائية تقول إن 90 % من حالات الإساءة للأطفال تحدت بعد طلاق الوالدين. ومن جهة أخرى أخبار البلطجية والشبيحة وسفك الدماء والقصف والتعذيب والصراع الذي وصل لدرجة الحرب الأهلية في دول عربية أرادت شعوبها تغيير الحاكم، وهو إجراء سهل وبسيط وعادي جدا في أغلب دول العالم من أقواها وأكثرها تعدادا سكانيا إلى أفقرها وأصغرها، فعندما تقوم تلك الشعوب بتغيير حكامها بشكل دوري لا يحدث شيء من الأعاصير والزلازل والبراكين التي وقعت في الواقع العربي لما أرادت تلك الشعوب العربية الخلع من حكامها المستبدين لما رفضوا الطلاق والتسريح بإحسان وتصرفوا مع شعوبهم كالتصرف مع ابن المطلقة، ففي كلا الحالين الأصل النفسي واحد وهو أنه ليس لدينا في النفسية والعقلية الجماعية أنماط وثقافة الاعتبار للطرف الآخر في العلاقة، فالثقافة السائدة تعزز ضرورة إرضاء غرور الأنا المتضخمة لصاحب السلطة في العلاقة وتعطيه كامل الحق لإخضاع طرف العلاقة الآخر لأهوائه بدون حساب ولا عقاب، ولهذا صاحب السلطة لديه شعور «ما لم يكن لي فلن يكون لأحد بعدي» ولا يتورع عن تدميره، وأثر هذه الثقافة السلبية يمتد لقرارات حضانة الأطفال وكل أنواع التصفية للوضع الزوجي عند الطلاق لتكون مسخرة لترضية صاحب السلطة في العلاقة وليس مراعاة مصلحة الطرف الأضعف وهو المطلقة وأولادها ولو أن الطلاق والخلع يكون للضرر، ولو أن الأصل أن تدخل الجهات الحكومية هو لنصرة الأضعف، لكنها الثقافة السلبية السائدة من مستوى الدول إلى مستوى الأسر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة