ضيفنا اليوم في «عكاظ» مشرف كرة الأهلي و«عرابه» النفسي طارق كيال، صاحب الإنجاز الأبرز في الموسم الحالي، انتدبه الأهلاويون وتركوا له حرية القرار في علاج «غيبوبة» الأهلي، وظن الجميع أن مشرط الجراح هو الحل الأمثل، غير أن الرجل أغدق في العلاج النفسي، ووضع الأمور في نصابها منطلقا من ثقة الأهلاويين الأكيدة في قدراته، وهو اللاعب الجاد، والاداري الصارم، والفاهم في أصول اللعبة، ومن يملكون الدراية التامة لكواليسها الداخلية، فظل يسدد ويقارب، ويمتص الصدمات التي خلفتها النتائج الهزيلة للفريق في دوري زين، بل ظل أكثر الواثقين في قدرة الفريق على العودة، ووقت أن اعتذرت قامات الأهلي من جمهور الراقي ظل الكيال يقول إن الأهلي يسير في الطريق الصحيح، وإن الصبر وحده سيعود به الى جادة الصواب، حتى تحقق ما ظن وبات الأمر حقيقة ماثلة للعيان.. وخلال هذه السطور غصنا في اعماق الرجل وتحدثنا معه عن الكثير من الأوضاع الأهلاوية، وبعض من المنحى الرياضي عموما، فتحدث بصراحة، وامتنع عن البعض، ولم يراوغ، فماذا قال.. • بداية نود في «عكاظ» أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية أنك كنت تثق في عودة الأهلي؟ الأهلي كيان عظيم ويقف خلفه رجالات وعظماء بقدر الأهلي، وظلوا يوقظون الهمم لأجل هذه العودة، وليس غريبا أن يعود، بل الغرابة أن يكون الأهلي خارج سجل الأبطال قصر الزمان أو طال. • لمن تجير تحقيق الأهلي كأس الأبطال؟ دون شك لرمز الأهلي وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله، ودون مواربة هذا الرجل مهما قلنا فيه لن نفيه حقه، فهو الأب والأخ والقدوة، والملهم للعمل، رجل لا يقبل بغير السمو والتعالي، ولن نفيه حقه ان قلنا إنه قلب الأهلي وروحه. الأهلي يتطور • هل ترى أن هذه البطولة ستكون فاتحة خير لتحقيق الدوري؟ بإذن الله، بشرط توافر الروح والإصرار والتكاتف الذي كان عليه الفريق في مسابقة الأبطال. وبالمناسبة كنت أثق في أن الأهلي سيعود، وأن سوء الطالع في أحايين كثيرة تسبب في ألا يكون الأهلي بطلا لكل موقع يكون فيه، ولا تنس أن الأهلي غادر كأس ولي العهد، بل فرط بخسارة لقاء نصف النهائي أمام الهلال من نقطة الترجيح، رغم أفضلية الفريق الأهلاوي وتسيده أغلب أوقات اللقاء، ولكن ربما الحظ، أو عامل الخبرة. • هل تعشق التحدي؟ بالطبع.. فهو أساس النجاح، ولولاه لما تقدم الانسان، ومكمن التحدي الصحيح يبدأ مع النفس، وعبر تصحيح الأخطاء، والعمل الجاد المنظم، وأعتقد أن ما تحقق جاء عبر هذه البوابات. • ولكن نتائج الأهلي في الدوري لم تكن تنم عن بطولة في ختام المشوار؟ الأهلي لم يكن سيئا من أول مباراة في الدوري، فقد خسر من الاتفاق، وهو يتقدم 3/1 ومثل هذا الأمر «كارثة» ويدل على أن شيئا ما خطأ في الفريق أو في منظومة لاعبيه، وتحديدا هو حاجز نفسي، ربما انقسم بين الثقة الزائدة وقلة الخبرة، والتعود على أمر الخسارة، دون أن نعود للبداية الخاطئة للفريق، حيث عسكر خارجيا ولم يأت مدربه الا بعد بدء المسابقات، وظروف تغيير المدرب، والاصابات، وضعف الاعداد. • في الموسم المقبل أنتم أمام مشاركة خارجية، ومسابقات محلية، كيف سيكون الاستعداد؟ اعتقد أن الأمور تسير حتى الآن في نصابها الصحيح، فقد تم الاتفاق على تثبيت سيموس والحوسني، وتم اعتماد كوماتشو لاعبا ثالثا، وننتظر التوقيع مع مدافع مرموق في اليومين المقبلين، والانتهاء من الاتفاق مع مدرب ملائم لظروفنا، ولديه القدرة على التعاطي مع هذا الفريق والتكيف مع المسابقات، ولا سيما الآسيوية. • علمنا أن ثمة أسماء تتجه الى لوحة الاستغناء. ما زلنا نتدارس هذه الأمور، وانت تعلم أن اللائحة تحكمنا في العدد، وننتظر وصول المدرب ليضع رؤيته حيال هذا الأمر، ولكننا ساعون الى دعم الفريق بكل ما يقوده الى المقدمة، دون اعتبار للأسماء، ولن يكون الاسم كافيا ليقدم أي شيء دون رغبة منه وقدرة على تنفيذ ما يطلب منه. التكامل والتوازن • بعيدا عن الكرة وهمومها وموسم طويل وصعب، هواية تفضلها خلاف الكرة. السباحة، لأنها المتنفس الوحيد الذي تمارسه وحيدا، وهي شاملة كاملة متوازنة، تفي بالغرض لرياضي مثلي اعتاد الحركة والنشاط والقوة. • صداقة لا ترحب بها. الصداقة التي لا يعي صاحبها معناها الكبير. • تقييمك للصحافة الرياضية لدينا. هناك صحافة جيدة، وهناك صحافة بها ملاحظات. • كم نسبة العقم في كرة القدم السعودية؟ 40% وأظن أنه عقم نابع لغياب بعض الاساسيات المهمة. الثقة في الشباب • برأيك لماذا ابتعدت المنتخبات والأندية السعودية عن البطولات؟ لأن البناء بات ضعيفا، ولم نهتم بالقاعدة، لكن تظل ثقتنا كبيرة في أمير الشباب الأمير نواف بن فيصل وكذلك مسؤولي الأندية في إعادة التوهج والهيبة للكرة السعودية. • وماذا عن التعاقد مع الهولندي ريكارد؟ بالتأكيد «ضربة معلم» وأعتقد أن كرتنا ستتجه نحو الرقي في قادم الأيام، وحالما منحناه كامل الفرصة للعمل وفق المنظور الذي يريده سنكون في درب التطور، والرجل تاريخ واسم، وقدرة، وشخصية، والأمنيات له بالتوفيق. • هل تعتقد بنجاحه؟ بكل تأكيد، ومن هو أقل منه سيكون كذلك اذا ما تركت له حرية العمل واتخاذ القرار، ومساعدته وقت الازمات لا قدر الله وفي بعض الاحيان قد لا تخدمك النتائج، وحتى عندما يكون العمل صحيحا. • هل البناء يسبق الموهبة في عالم الكرة؟ لا.. الكرة موهبة أولا ثم يأتي الصقل والبناء، وهما في النهاية أمران متوازيان لا يسبق أحدهما الآخر. • شخصية قيادية معجب بفكرها؟ الأمير خالد بن عبدالله، ومكمن هذه القيادية أنه قامة تفرض احترامها على الآخرين، أدبا وفكرا، وتواضعا، وثقافة، وتعاملا راقيا مع الجميع، وهنا سر عظمة هذا الرجل، فهو ليس رئيس ناد، ولا رئيس هيئة أعضاء شرف، بل منظومة انسانية اجتماعية متوقدة، يعشق العمل ويتوق دوما للنجاح، ويمتلك الصبر، تميزه سعة الصدر والحلم الراقي. • لاعب تتنبأ له بمستقبل باهر. عبدالعزيز الدوسري لاعب وسط الهلال والمنتخب الوطني. • من هم أنصاف اللاعبين؟ الذين يلعبون برجل واحدة. • لاعب ترى أنه بحاجة إلى مراجعة حساباته. هداف الهلال والمنتخب الوطني ياسر القحطاني. • هل أنت إنسان صريح؟ نعم.. ولا أجد حرجا في ذلك، وبالتالي هو أقرب الطرق الى قلوب الناس، ومن يرى غير ذلك شأنه وما يرى. • بصراحة.. ماذا ينقص الأهلي؟ توفيق الله عز وجل. • هناك من يرى حاجة الأهلي إلى صانع ألعاب متميز، وهناك من يرى أن ضالة الأهلي في محور من فصيلة أحمد حديد وخالد عزيز.. مارأيك؟ بإذن الله سيتم تدعيم الفريق بنجوم تلبي احتياج الفريق، وتكون في مستوى طموح الأهلاويين، ونسأل اله التوفيق. • من الشخص الذي تعتقد أنه أساء إليك؟ لا أتذكر. • لاعبك المفضل: محليا: تيسير الجاسم. عالميا: تشافي نجم برشلونة. • مطربك المفضل: محمد عبده. • مطربتك المفضلة: أم كلثوم • ممثلك المفضل: محليا: لم ترتق الدراما لدينا للمستوى المأمول، لكن يظل عبدالله السدحان أفضل الموجودين لقدرته على التنوع في أدواره. عربيا: عادل إمام. • كاتبك المفضل: فوزي خياط، خالد السليمان. • شاعرك المفضل: الأمير بدر بن عبدالمحسن. • كيف تقيم احترامك للرأي الآخر؟ أحترم جدا الرأي الآخر. • ماذا تقول للأمير خالد بن عبدالله؟ كلمة ألف شكرا لن تفي بربع ما تقدمه للكيان الأهلاوي، حفظك الله وأدامك لهذا العشق الكبير. • وماذا تقول للأمير فهد بن خالد؟ أقدر ثقتك الكبيرة في شخصي، والأهلاويون لن ينسوا تحقيق بطولة غالية على يديك بعد غياب طويل عنها. • وما أنت قائل لمالك معاذ؟ أنت لاعب كبير، وتعي ما يجب أن تفعله لتعود كما كنت، ولن يكون صعبا أن نراك مجددا المهاجم الأول محليا. • وماذا عن أحمد الشمراني؟ صديق عزيز، أتابع ما يسطره قلمك اليومي الجميل في «عكاظ».