عبر معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام عن سروره الكبير لهذا الحدث التاريخي الهام الذي يبرز مكانة وأهمية المدينةالمنورة وإعلانها اليوم عاصمة للثقافة الإسلامية، حيث أكد أن هذه المكانة التاريخية الهامة لمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام قد تكرست عبر حقب التاريخي منذ أن اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم منطلقا لرسالته بعد أن هاجر إليها. وأضاف الدكتور خوجة منوها بأهمية المدينةالمنورة، حيث برزت مكانة هذه المدينة المقدسة عقائديا وفكريا وثقافيا إلى أن جاء الدور السعودي الكبير ليجسد اهتمام قيادة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز غفر الله له وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام وبعمارة المسجد النبوي الشريف، حيث شهدت المدينةالمنورة انطلاقات كثيرة تجسد الأهمية الكبرى التي تحتلها المدينةالمنورة في استراتيجيات التنمية والتطوير وهو ما يتجسد في الجهود الحثيثة والكبيرة التي يوجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني في الاعتناء بمدينة رسول الله وبالسنة النبوية الشريفة، وهو ما يبرز جليا في الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو أمير المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد الذي يكرس جل وقته واهتمامه لطيبة الطيبة حيث يترجم ذلك الاهتمام إلى أرقام ومشاريع كبيرة، فضلا عن ما ينتظر هذه المدينة المباركة من منجزات هامة. عبد العزيز بن ماجد يعلن اليوم عن المناسبة بحضور خوجة .. مدير عام الايسيسكو ل «عكاظ»: إرث وتاريخ المدينة يحتم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية سالم الأحمدي المدينةالمنورةيعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة اليوم، عن اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2013م، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، وأمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، ومديري المؤسسات التعليمية والأدبية في المدينة، ونخبة المثقفين في المنطقة. وأكد ل«عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة أن طيبة الطيبة تزخر بمقومات قادتها لاختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م من منظمة الإيسيسكو، وقال: «المراحل التاريخية التي مرت بها منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وجعلها عاصمة الإسلام الأولى، كونت لها إرثا عظيما، يتجلى في المسجد النبوي، الذي يعد العامل الأسمى في تكوين القيم الدينية والتاريخية والفكرية والثقافية في المنطقة. ونوه الأمير عبدالعزيز في حديثه ل«عكاظ» بالدعم الذي تسديه القيادة للمؤسسات الثقافية والفكرية في المملكة من القيادة، في ظل الدعوة التي ينادي بها خادم الحرمين الشريفين للانفتاح على العالم، مثمنا وقفة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد وزير الدفاع الطيران والمفتش العام في دعم ثقافة المدينة بتكفله بإنشاء مبنى النادي الأدبي. الهدف من اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية هو تقدير مكانة هذه المدينة العريقة التي كانت مركزا مهما من مراكز الحضارة الإسلامية، ومصدر إشعاع ثقافيا بعلمائها وفقهائها وفلاسفتها وشعرائها ومعالمها الحضارية على مر العصور. وأشار المدير العام ل«إيسيسكو» أن برنامج الاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية الذي ترعاه وتنفذه المنظمة يدخل في إطار نشر إشعاع الثقافة الإسلامية على نطاق واسع وتجديد مضامينها ومفاهيمها وقيمها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية والتاريخية لعدد من العواصم في الدول الأعضاء التي يتم اختيارها وفق معايير دقيقة ومراعاة للإسهامات الكبيرة التي قدمتها.
علماء ومفكرون ل «عكاظ» : المدينة يجب أن تبقى عاصمة أبدية نعيم تميم الحكيم جدة أكد عدد من العلماء والمفكرين الإسلاميين أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية قرار صائب وخطوة موقفة من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسسكو»، مشيرين في نفس الوقت أن هذه الخطوة جاءت متأخرة لكون المدينة تعتبر عاصمة الخلافة الإسلامية بعد مكةالمكرمة والتي تضم فيها تاريخ وإرث الرسول والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، لافتين إلى أهمية أن تكون هذه المناسبة فرصة لإبراز ما تحمله المدينة من إرث ثقافي وعلمي وإنساني، وفي نفس الوقت فإنها فرصة عظيمة للتعريف بالإسلام والدفاع عن خير البشرية في وجه الحملات التي تحصل بين فترة وأخرى تجاه الإسلام وأشرف البشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. حيث أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة الأردنية الهاشمية وأمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة الدكتور عبدالسلام العبادي أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية خطوة صائبة رغم أنها جاءت متأخر بعد الشيء، مؤكدا أن المدينة يجب أن تكون عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية ولا تكون محصورة في هذا العام، مؤكدا على أن هذا الاختيار يعتبر فرصة سانحة لإبراز الإرث الثقافي والحضاري والعلمي والإنساني ذي الصبغة الإسلامية التي تتمتع به للعالم كله، مشددا على أهمية أن تكون هذه الانشطة مرتبطة بماهو جديد وغني ومفيد للعالمين العربي والإسلامي، مضيفا «من المؤكد أن سيكون اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية علامة فارقة وسنرى بإذن الله أنشطة متنوعة ستعود بالنفع على الجميع». وامتدح أستاذ الفقه في جامعة دمشق أمين مجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي الدكتور وهبة الزحيلي اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، مشيرا إلى المدينة يجب أن تكون عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية فمنها انبثق نور الإسلام ووصل لكل أصقاع العالم، وأشار الزحيلي إلى أن المدينةالمنورة تملك تراثا ثقافيا علميا كبيرا بحاجة ليبرز للعالم. وتوقع الزحيلي أن يكون النشاط المرافق لهذه الفعالية ثريا ومفيدا من خلال استقطاب الأسماء التي لها ثقل في العالمين العربي والإسلامي وعمل الندوات والحوارات والنقاشات العلمية التي ستخرج بتوصيات يتم الاستفادة منها في هذه الفعالية. وعد مفتي القدس إمام وخطيب المسجد الأقصى الدكتور عكرمة صبري خطوة مهمة في إبراز التراث الإسلامي والتعريف بالإسلام والدفاع عن الرسول، مشددا على أهمية استغلال هذه المناسبة بالشكل الأمثل. وأضاف «يأتي اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية كونها المصدر الأول للثقافة الإسلامية في العالم كله ومن هنا ينبغي أن تشارك كل الهيئات والمؤسسات الإسلامية داخل وخارج المملكة لتكون بالشكل الذي يليق بطيبة». ويؤكد صبري على أن المدينةالمنورة ليست عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة واحدة، بل يجب أن تمتد لتبقى عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية وأن تتواصل فعالياتها على مدار العام، مؤمل أن يكون هناك برنامج ثري يتناسب مع قدسية المكان والزمان والإرث الذي تحمله مدينة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. كشف عن توثيق 400 موقع .. مساعد مدير مركز البحوث والدراسات ل «عكاظ»: المدينة أطلس كامل للآثار .. والباحثون لم يوفوها حقها معتوق الشريف جدة أكد مساعد مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة الدكتور عبدالباسط بدران المدينةالمنورة أطلس كامل للآثار في كل جوانبها الاجتماعية والثقافية والسياسية والدعوية لم يوفيها الباحثون والدارسون حقها حتى الآن، وقال: «المدينة جذر ومنبع الثقافة الإسلامية»، وأضاف «لا أقول إن اختيار المدينة كعاصمة للثقافة الإسلامية جاء متأخرا لكنه جاء تصحيح لأن المفروض كان أن تكون المدينة هي أول مدينة يحتفى بها كعاصمة للثقافة الإسلامية فهي تكتنز آثارا ومواقع شهدت أحداثا تاريخية وموجات ثقافية متعددة حتى قبل الإسلام». وبين بدر «كل موطئ قدم في المدينة مرتبط بحدث تاريخي، فهناك الحجرة الشريفة والمسجد النبوي وبيوت الصحابة والأماكن التي كان يخرج إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها من المواقع التي كان يرتادها الصحابة»، وقال: «هناك 400 موقع رصدتها دارة الملك عبدالعزيز التاريخية والهيئة العامة للسياحة والآثار وهذه دلالة على أهمية المدينة وما تختزنه من آثار ومواقع أثرية رغم أن الباحثين والدارسين لم يوفوها حقها فهناك قصور في البحث والدراسة عن آثار المدينة وتاريخها»، وأضاف «لدينا فيي مركز بحوث ودراسات المدينة مشروع التوثيق الميداني للسيرة النبوية نفذنا منه حلقات عن غزوتي بدر أحد ولكن هذا المشروع توقف بعد ارتباط المركز بدارة الملك عبدالعزيز وسوف يواصل المركز جهوده في التوثيق ولكن بعد الانتهاء من إعادة هيكلته بعد ارتباطه بالدارة، فالدارة بلا شك ستعطي هذا المشروع زخم ودعم وانطلاقة بقوة».