عليك أن تعيد رفع صوتك مرة وثانية وثالثة إذا كان الأمر يستدعي ذلك؛ ولأن وضع الأسرة مازال في خطر أعود لنبش فكرة سبق وأن طرحتها هنا؛ ففي وقت سابق نادى معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين بسرعة دراسة نظام حماية الأسر من الإيذاء كدراسة من قبل مجلس الشورى وبالتالي سن القوانين لحماية الأسرة وإدخال تلك القوانين لحيز الوجود. ولأننا نشاهد يوميا سرعة تفكك الأسر بسبب المتغيرات الجديدة لا نلحظ في الوقت نفسه قوانين تلاحق تلك المتغيرات لحماية نواة المجتمع (الأسرة؟) ومن أهم الأسباب التي تؤدي لهذا التفكك الزواج المطلق. وأخبار زيجاتنا المختلفة تملأ الصحف في كل مكان. والزواج أمر طبيعي عندما يكون طبيعيا لكنه يتحول إلى كارثة عندما يكون هوسا؛ أي زواجا من أجل المتعة والمتعة فقط بمعنى تجاهل إفرازات الزواج المتعدد مثلا. وليس من باب التندر عندما تسمع في المجالس أن شخصا أب لثلاثين ولدا لا يعرف أسماءهم ولا أشكالهم، أو أن هذا الشخص يخطئ في أسماء أبنائه لكثرتهم. وذكرت سابقا أنني وقفت على حالات متعددة من هذا القبيل عندما كنت مشرفا على صفحات القراء وكنا ننشر حالات إنسانية يتجاهلها القراء تماما إلا إذا كانت الحالة تخص امراة تعكرت حياتها لسبب أو آخر، حينها فقط يتذكر القراء الذكور إنسانيتهم، فتظل طوال اليوم ترد على هاتف القسم لتسمع حماسة كل فحل في التبرع بنفسه عارضا استعداده التام لأن يضحي ويتزوج بصاحبة المشكلة. ونسمع يوميا عما يحدث في سوق الزواج (أقول سوق؛ لأنه تحول إلى سوق وسوق سوداء مربحة)، فيمكن أن يميل عليك أي شخص ليقول لك: ألا تعرف امرأة تريد زوجا. ولأن بوابات الزواج تعددت فإن محدثك يقول لك لا أريد زواج (الكماشة) بل أريد زوجة مسيار أو مسفار أو ويك إند أو زواج عشاق؛ يعني أن صاحبنا يريد إفراغ رغبته من غير أية مسؤولية تالية. ولهذا تجد أن المسافرين يفرغون حمولاتهم في بلاد الله ويعودون متناسين أبناء كانوا نتاج (لحظة مزاج، وأبناء المزاج منتشرون في كل بقاع العالم ولم تحل قضاياهم إلى الآن) .. ومن لا يستطيع السفر تجده يحوم في كل مكان ويأخذ الثانية والثالثة والرابعة ودخله لا يكفي لفتح بيت واحد، وإذا أبديت له اللوم يقول لك: هل تحرم ما أحل الله.! إن تفتت الأسرة وانحرافاتها تبدأ من الفحولة المستشرية التي لا تقيد بأي قيد، وكما وضع شرط الفحص الطبي لإكمال الزواج يجب أن يلحق أيضا كشف حساب لطالب الزواج للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة .. وهذا ما يجب أن يتبناه الرأي العام لحماية نواة المجتمع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة