يتحمل مستشفى الصحة النفسية في جدة، باعتباره المستشفى الوحيد في المنطقة، عبء تقديم خدماته العلاجية لسكان المحافظة المعروفة بكثافتها السكانية والمراكز المجاورة، إضافة إلى أنه يستقبل جميع الحالات المحولة إليه من المستشفيات الداخلية والمستشفيات الأخرى خارج المحافظة من كل من رابغ والليث والقنفذة ومراكز مكةالمكرمة. يتحمل المستشفى كل هذا العبء الثقيل في ظل إمكانياته المحدودة بسعة 120 سريرا، لذلك هو يعيش حالة اكتفاء ذاتي بحيث لا توجد أسرة إضافية فيضطر لرفض حالات كثيرة طارئة بحسب ما أوضحه مدير المستشفى المكلف الدكتور عدنان مفتي. ولإنقاذ المستشفى من الوضع المتردي الذي آل إليه، طالب العاملون والمرضى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة بزيارة المستشفى، والوقوف على عنابر المرضى وأقسام الطوارئ والعيادات، والبرامج العلاجية المقدمة، معربين عن استيائهم من اللجان التفقدية التي تزور المستشفى على مدار العام دون نتيجة تذكر. وقالوا في شكواهم ل«عكاظ» إن المستشفى يعيش حالة متعثرة من سوء الخدمات، وتهالك البنية التحتية، ونقصا في الكوادر الطبية، وضعف البرامج العلاجية، وفقدان جميع مؤهلات العلاج النفسي للمرضى، وحاجته بشكل عاجل إلى زيادة عدد الأسرة في ظل الضغط المستمر من المستشفيات والمراكز خارج المحافظة، ما يستدعي تدخل الوزارة لانتشال العاملين والمرضى، معربين عن دهشتهم من رفض وزارة الصحة دعم الجهات الخيرية لإعادة ترميم المستشفى وتشييد المباني الداخلية والأقسام المهمة التي يحتاجها العاملون والمرضى، مبررة ذلك بقدرتها على تلبية جميع احتياجات المستشفى، بدعوى المشروع الجديد للمستشفى منذ سنوات. من جانبه، قال مصدر مطلع في مستشفى الصحة النفسية إن المستشفى يحتاج إلى إعادة دراسة وصياغة للبرامج الصحية المقدمة للمرضى فهي لا تليق بمرضى الصحة النفسية، إذ إن إهمال المستشفى لا يزال، ولا يوجد فيه أي تطور من سنوات طويلة. وأضاف المصدر أنه لا توجد برامج تأهيلية ومتخصصة ومتطورة للعلاج وتأهيل العاملين كذلك، في الوقت الذي تزداد فيه عزلة المريض داخل المستشفى وتسوء حالته النفسية، لافتا إلى جلب خبرات عالمية سنويا لتقديم أفضل الخدمات في هذا المجال، ولكن لم تتم الاستفادة منها في مجال الطب النفسي، مطالبا بالاستفادة من متغيرات الطب النفسي عالميا والتي تنعكس على نوعية العلاج المقدم في الصحة النفسية.