سؤال حائر: من يغسل ملابس السجناء، ومن يكويها؟ ربما يتبادر إلى أذهان البعض أنهم مثل غيرهم يرسلون ملابسهم إلى المغاسل المنتشرة في المدن، ويرجح آخرون أن للنزلاء ملابس خاصة مثل ذلك الرداء البرتقالي الشهير، لكن الواقع غير ذلك كما رصدته «عكاظ الشباب» بالقلم والكاميرا، ولكن السؤال الأعرض ماذا عن المحكومين لسنوات طويلة جدا .. كيف يتم تأمين ملابسهم؟ «عكاظ الشباب» أبحرت في مغاسل سجن عرعر المركزي، والتي يقول عنها المسؤولون في السجن إنها من أبرز وأميز مغاسل السجون في المملكة من حيث الأداء والجودة والسرعة، ومن حيث الإمكانات والأداء، وتحتل هذه المغاسل غرفتين كبيرتين متجاورتين داخل السجن، وتفصل بينهما مكتبة ومعمل للحاسب الآلى، وتتجاوز مساحة كل غرفة الأمتار العشرة، وتحتوي الواحدة على مغسلة أوتوماتيكية حديثة، وأحصت «عكاظ» خمسا منها في كل غرفة إلى جانب آلات تجفيف وأخرى للكي. وبرغم كثافة الملابس المتناثرة في المكان، إلا أن النظام يفرض فرزها بعناية خشية الاختلاط والضياع، والخطأ هنا غير وارد مطلقا كما يقول السوري باسل المسؤول عن المغسلة، والذي يشرح أيضا «نحن عشرة نزلاء نعمل تحت إشراف إدارة السجن ونحصل على راتب شهري، ونعمل فترة واحدة من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية ظهرا، صحيح أن الأجر متواضع، ولكن هدف الكسب السريع يتوارى أمام رغبتنا في التعلم والتدرب على مهنة تعيننا في أيام ما بعد السجن، كما أن العمل يعيننا على قتل أوقات الفراغ فيما يفيد وينفع». وعن احتمال اختلاط الملابس وضياعها يقول باسل: «نحن محتاطون لكل شيء من خلال وضع كشف خاص لكل عنبر في السجن ورقم خاص لكل نزيل في العنابر، وبالتالي توزع الملابس بعناية على أصحابها». ويكشف النزيل السوري إحصائية الإنجاز اليومي «نغسل في كل أسبوع ما يزيد على 3000 قطعة ويعيننا في مهامنا ويشرف علينا وكيل الرقيب عايد صغير الحازمي والجندي أول محمد جوشان العنزي اللذان يسهلان لنا هذه المهام ويوفران كافة متطلبات المغسلة»، مثنيا على متابعة واهتمام الملازم أول محمد بن قاعد الرشيدي. وعن وجود مقتنيات أو ممنوعات داخل ملابس السجناء قال: لا مقتنيات ثمينة، نعثر أحيانا على أوراق أو حاجيات صغيرة ونعيدها إلى أصحابها في الحال.