«نعم طعنته بالسكين قبل أكثر من عامين ونصف العام تقريبا، كنت صغيرا وقتذاك لم أتجاوز عمر السابعة، طيشي وتهوري أحدث ما حدث، ويعلم الله أنني لم أقصد قتله فلا معرفة بيني وبينه، ولا علاقة تربطني به، لكن لحظة التهور أحالتني إلى قاتل.. بالصدفة!». اختنقت هذه الكلمات في صدر عبدالسلام ابن العشرين عاما، قبل أن يدلي بها ل «عكاظ الشباب»، ويستمر في رواية قصته، معتبرا منها الدروس والعبر والندم الطويل: « كانت لحظة فارقة في ذلك اليوم عندما حدثت ملاسنة ومشادة بيني وبينه، وهي ملاسنة الصدفة حينما طلب مني أحدهم الدخول معه في العراك الكلامي فدخلت فاختلط الحابل بالنابل وبدأت الملاسنة في التطور والتفاعل وحدث ضرب عنيف، ومع قلة الوعي والطفولة رأيت سكينا في عمق السيارة فهرعت إليها وحملتها ولم أدر بحالي إلا وقد حدث ما حدث، وقتها كنت صبيا يافعا لا يدري ما يحدث ولا يعرف مآلات الأمور». ويبرر عبد السلام سبب وجود السكينة في سيارته بقوله «انتزعتها قبل الحدث من أخي الصغير في المنزل خشية أن يستخدمها في المحظور، ولكنني أنا من وقع في المحظور». يستطرد عبدالسلام الذي كان يتحدث وكأنه في انتظار لحظة يسمع فيها الخبر الأهم في حياته «أنا نادم بلا شك وأرجو من والد القتيل ووالدته وأسرته السماح والعفو والصفح عني لوجه الله تعالى، فقد كانت لحظة حضر فيها الشيطان الرجيم وغاب العقل والمنطق، ولم أكن أتوقع وصول الأمر إلى هذا الحد المأساوي، أعيش كل يوم جديد بعد عبور الساعة العاشرة، وهي الوقت الذي ينتهي فيه تنفيذ حكم القصاص»، مؤكدا أنه ينتظر كتابة نهاية حياته وبداية حياة جديدة كل يوم. وعن وجود مساع من أهل الخير للحصول على العفو قال «نعم هناك مساع من لجان إصلاح ذات البين، وأتمنى أن تتكلل بالنجاح إن شاء الله». ووجه عبدالسلام العشريني الذي ينتظر القصاص في أية لحظة رسالة صغيرة إلى أسرة القتيل قال فيها «سواء كتبت لي الحياة أم لم تكتب، فأرجو أن يسامحوني ويعرفوا أنني لم أكن أنوي قتله». يقبع عبد السلام المعروف بحديثه القليل حاليا في العنبر المثالي بسجن عرعر المركزي، ويحظى باحترام وتقدير العاملين في السجن وزملائه في العنبر.