ما زال هاجس ارتفاع سعر الألبان يؤرق المستهلكين، فهناك من يضع المبررات وهناك من يرى أنها غير مبررة. ووزارة التجارة لم تحرك ساكنا في نظر عدد من المهتمين. وقال الدكتور. حبيب الله تركستاني أستاذ الاقتصاد والتسويق في جامعة الملك عبد العزيز إن الألبان ليست من السلع الكمالية، بل من السلع الأساسية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر. وأضاف «من المرجح أن يكون ارتفاع الأسعار له مبرراته، وقد يكون أحد هذه المبررات ارتفاع أسعار البلاستيك وبعض المواد التي تدخل في صناعة الألبان، ولكن المشكلة أنه لا توجد أرقام تثبت هذه المعلومات وتجيز للقطاع الغذائي رفع الأسعار والذي قد يكون قد تم عطفا على تكهنات غير مؤكدة». وتساءل هل نسبة ارتفاع أسعار المواد التي تدخل في إنتاج الألبان تتناسب مع نسبة الارتفاع الذي فرضته الشركات المنتجة، أم هناك مبالغة؟ وأضاف « نريد من وزارة التجارة توضيح الحقائق فإذا كانت هناك مبررات فمن المفروض توضيحها ومعالجتها لأنها كجهة مسؤولة ومعنية تتحمل مسؤولية المستهلك». ومن جانبه أشار عصام خليفة عضو جمعية الاقتصاد السعودي إلى أن بعض شركات الألبان أرجعت أسباب ارتفاع أسعار منتجاتها من الألبان إلى زيادة أسعار الأعلاف، بينما حافظت بعض الشركات الكبرى على الأسعار السابقة مقللة من تأثير زيادة التكاليف على ربحيتها، ورغبة منها في تحمل مسؤوليتها الوطنية وتأمين السلعة بأسعار مناسبة للمستهلك وبما يتوافق مع المعايير العالمية. وقال في رأيي أن ثبات ارتفاع الأسعار لهذه الشركات يعود إلى سلوك المستهلك، فإذا استمر في الشراء من منتجات الشركات التي رفعت أسعارها فإنه سيحافظ على ثبات هذا الارتفاع في الأسعار، وبالتالي ستضطر الشركات الأخرى إلى رفع أسعارها وزيادة ربحيتها، أما إذا أتجه إلى شراء الألبان من الشركات التي لم ترفع أسعارها كمنتج بديل وجيد فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على هذه الشركات، ما يضطر الشركات التي رفعت أسعارها إلى خفضها للمحافظة على حصتها في السوق. إلى ذلك أكد عدد من المستهلكين أن الألبان تعتبر سلعة غذائية أساسية، حيث أكد زهير الشعيبي رب عائلة وموظف أن استهلاكه شبه يومي وفي بعض الأحيان مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، وقال إن الألبان سلعة غذائية أساسية بالطبع وهي حساسة وتنتهي صلاحيتها في غضون أيام ولذلك نحرص على شرائها وأطفالي الأربعة يستهلكونها بشكل يومي، مؤكدا أن استهلاكه للألبان يكلفه أسبوعيا ما بين 40 إلى 50 ريالا. أما عبد الرحمن السلوم فاتهم شركات الألبان باستغلال الظروف لرفع الأسعار وقال إن شركات الألبان تعلم بأن رمضان على الأبواب وأن الكثير من الناس يستهلكون كميات كبيرة من الألبان وقت الإفطار والسحور وهي بذلك تسعى إلى جني أرباح على حساب الصائمين ومنهم ذوي الدخل المحدود. وطالب بتدخل فوري لوزارة التجارة لحماية المستهلكين من تسلط الشركات الكبرى والتي تسعى لجني أرباحها بشكل غير مبرر.