رغم أن غابتي القمع والشكران تعدان من أكبر الغابات في محافظة بلجرشي، إلا أن تجهيزاتهما متواضعة لا تتجاوز ألعاب الأطفال، في حين تفتقران للمجسمات الجمالية والتراثية التي تعكس حياة وطبيعة المنطقة، وافتقادهما للمسطحات الخضراء رغم سهولة موقعيهما، ومتى ما اضطلعت البلدية بدورها في تجهيزهما، حيث لا يوجد فيهما ما يقنع المصطاف بزيارتهما، ما يضطره للتنزه في غابة رغدان رغم بعد المسافة. يشير عبدالله العجرفي (من بلجرشي) إلى النقص الذي تعانيه بعض المنتزهات في المحافظة من التجهيزات الأساسية والمرافق العامة والخدمات التي تجتذب إليها السياح والزوار والمصطافين. ومن جانبه يؤكد نايف العمري (من محافظة المخواة) أن محافظة بلجرشي تفتقر لأي متنزه، يمكن أن يكون متنفسا حقيقيا للأهالي، لافتا إلى أنه إذا ما أراد رب الأسرة البحث عن موقع مناسب، فإنه لا يجد سوى المخططات السكنية، أو أن يضطر لقطع مسافة تزيد على 110 كلم إلى شاطئ حنيش في محافظة القنفذة خلال فترة الربيع، أما في الصيف فلا يملك سوى الصعود من عقبة الملك فهد للوصول إلى إحدى غابات مدينة الباحة. والحال نفسه ينطبق على بقية المحافظات، إذ يؤكد كل من سراج الزهراني ومحمد سفر ومعيض سالم أنهم لا يشعرون بالارتياح في متنزهاتهم، إما لضيق المساحة التي يقتصر بعضها على سياج حديدي للعب الأطفال، أو لمجاورتها للشوارع الرئيسة المكتظة بالحركة، حيث يصعب في مثل هذا الحال اصطحاب العائلة، مفضلين البقاء في المنزل من تكبد العناء بالذهاب إلى تلك المنتزهات. ويطرح أبناء تلك المحافظات في منطقة الباحة، على رؤساء البلديات الذين يرون أن دورهم في إحداث نقلة خدماتية للمتنزهات ما زال قاصرا ودون المأمول، متسائلين «متى تصبح الغابات والحدائق والمتنزهات في محافظات بلجرشي والمندق والمخواة والقرى والعقيق وقلوة، كغابات رغدان والزرائب ومنتزه الأمير محمد بن سعود ومهران في مدينة الباحة، لما فيها من جمال وحسن تنظيم وروعة في التصميم، والمجسمات التي تحمل طابع وتراث المنطقة»، داعين رؤساء البلديات لبذل المزيد من الجهد للارتقاء بمستوى المتنزهات والسير على خطى أمين المنطقة، لاسيما أن الميزانيات التي يعلن عنها تتيح لهم تحقيق تطلعات الأهالي، في أن تصبح جميع متنزهات المنطقة بنفس الوضعية المشاهدة في متنزهات الباحة، حتى تجتذب تلك المنتزهات المصطافين بدلا من أن يتكدسوا في ثلاث أو أربع غابات، وفي مدينة واحدة فقط. من جهته، يرى محمد علي (أحد سكان بني كبير) أنهم ممتنون للأعمال التي وفرتها البلدية في متنزه الأمير متعب بن عبدالعزيز في الغوقة، إضافة للمجسمات الجمالية على جنبات طريق الجنوب الذي يمر عبر قراهم، معربا عن أمله في أن تواصل البلدية جهودها في بقية الغابات حتى تتاح للعوائل فرصة التنزه فيها، ما يخفف الضغط على غابة رغدان وغيرها من المتنزهات في مدينة الباحة.