استقبلت جدة زوارها هذا العام، بأصوات المعدات الثقيلة والآليات التي تعمل على تنفيذ جملة من مشاريع البنية التحتية للمدينة، من طرق وجسور، وأنابيب للصرف الصحي، وتحسين خدمات وتطويرها لاسيما في منطقة الكورنيش، التي تعد الأبرز كموقع سياحي يؤمه المئات من داخل وخارج المدينة. ورغم أن سكان المدينة اعتادوا على الحركة الدؤبة الناتجة عن تنفيذ المشاريع منذ سنوات عديدة، إلا أن اللافت هذا العام تزامن إطلاق عدد من المشاريع، مع بداية الإجازة الصيفية، التي عادة ماتشهد فيها المدينة كثافة بشرية ومرورية ينتج عنها العديد من الإشكاليات، لاسيما في الحركة المرورية رغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لتفاديها، إلا أن المواجهة تبدو صعبة في ضل الزخم الكبير المصاحب لإنطلاقة مشاريع خدمية للمدينة. والسؤال الذي يطرحه الزائر والمواطن على حد سواء، لما لا يؤجل تنفيذ بعضا من تلك المشاريع حتى نهاية الإجازة الصيفية، لاسيما مشروع إعادة تأهيل وتطوير منطقة الكرونيش المرحلة الأولى التي تمتد من موقع قيادة حرس الحدود حتى دوار النورس، كونها تعد الأبرز لجذب السياح لإحتوائها على بنية تحتية ملائمة، إلا أن البدء في إعادة تأهيلها كان مدعاه للتساؤل الذي طرحه زوار جدة وسكانها على طاولة المسؤولين، وهو لما لم تبدأ الأمانة التطوير في المناطق الأكثر حاجة؟ هذا إذا لم تستجب للمطالب بتأجيل التطوير وهو الأولى على حد قولهم حتى نهاية الصيف. مسؤولوا الأمانة يرون أن تأجيل تنفيذ المشاريع يعد ضربا من الخيال، لاسيما أن هذا الأمر مرتبط بعقود عمل لايمكن الإخلال بها من قبل أي الأطراف، سواء الأمانة كجهة مالكة للمشروع أو الشركة المنفذة، مؤكدين في الوقت ذاته سعيهم الجاد وحرصهم الشديد على إنهاء المشروع في الفترة الزمنية المحددة، التي لن تتجاوز ثلاثة أشهر للمرحلة الأولى. «عكاظ» جالت أمس في مواقع عدة على امتداد الكورنيش، الذي يعد أكثر المواقع السياحية جذبا للزوار وسكان المدينة لقضاء أوقات الإجازات، للاستمتاع بالأجواء البحرية، وفي الوقت نفسه يعد كورنيش العروس المنطقة الوحيدة التي حجبت أجزاء كبيرة منها عن السكان العاديين ذوي الدخل المحدود، خلاف ماهو موجود في دول ومدن عدة حرص مسؤوليها على تهيئه البحر كمتنفس يجمع كافة طبقات المجتمع، ويعد وسيلة الترفيه الممكن توفيرها للجميع دون تكلفة مادية تذكر، إلا أن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، أخذ هذا الجانب على محمل الجد، منذ بداية توليه مسؤوليات الحاكم الإداري للمنطقة، ووجه بضرورة العمل على إتاحة المجال أمام المواطنين بشكل عام، وإيقاف الاستثمار التجاري على شاطيء المدينة. وكان أبرز مارصدته «عكاظ» حجم الدمارات الهائلة، التي خلفتها عمليات التأهيل على امتداد الطريق الرابط بين قيادة حرس الحدود وميدان النورس، حيث تعمل الشركة المسؤولة عن تنفيذ المشروع، على إزالة طبقات الأسفلت القديمة والأرصفة الملاصقة لها، إضافة إلى المباني الموجودة في موقع المنطقة المستهدفة من التطوير. وحسب إفادة عدد من المواطنين إلتقت بهم «عكاظ»، أن عمليات التطوير التي بدأت تزامنا مع الإجازة الصيفية، كانت لها انعكاسات سلبية على الزوار وقاصدي البحر، نظرا لإغلاق منطقة ذات مساحة كبيرة على امتداد الكورنيش، كانت في السابق مقصد الكثيرين، وبالعمل في تطويرها في هذه الفترة، عزف الكثير من المواطنين والزوار عن التوجه إلى البحر، وبدأوا يبحثون عن مواقع أخرى تتوفر فيها مقومات جيدة للسياحة، لاسيما أن المحافظة تحتظن مخيم البحر الصيفي، الذي عاود نشاطه بعد انقطاع دام ثلاث سنوات. منطقة الكورنيش، لاتعتبر المنطقة الوحيدة المستهدفة من مشاريع التنمية والتطوير، بل هناك العديد من المشاريع التي تواصل العديد من الجهات الخدمية تنفيذها، لاسيما مشاريع الطرق والجسور، التي تتولى عملية تنفيذها أمانة جدة، التي وجه الرجل الأول فيها الدكتور هاني أبو راس، بمضاعفة الجهود في فترة الصيف لإنهاء تنفيذ المشاريع القائمة، أبرزها مشروع تقاطع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز، مع شارع الأمير ماجد، مشروع تقاطع شارع فلسطين، مع شارع الأمير ماجد، بالإضافة إلى مشروع لإنشاء كوبري لتقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع صاري. ومن المتوقع وحسب معلومات «عكاظ» أن المشاريع الكبرى التي وجه الأمين بمضاعفة العمل فيها سيتم الإنتهاء من تنفيذها كحد أقصى خلال أربعة أشهر، وهي فترة زمنية قياسية مقارنة بحجم الأعمال المطلوب تنفيذها.