رغم متابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، الدقيقة لمشروع تطوير الواجهة البحرية في مدينة جدة في مرحلتها الأولى، وحرصه الشديد على عدم توقف سير العمل في المشروع الذي يتوقع أن يكون انعكاسا حقيقيا لجمال العروس، بيد أن الوضع القائم يخالف خطط المستقبل. ورصدت «عكاظ» توقف أعمال التنفيذ في مشروع تطوير الواجهة البحرية الممتد من قيادة حرس الحدود في منطقة مكةالمكرمة حتى ميدان النورس، وذلك على الرغم من أن شاشة العد الزمني التنازلي للمشروع الذي أمر بإعادة تشغيلها أمير المنطقة بعد توقفها تعمل بشكل منتظم. وأظهرت شاشة العد الزمني أن المدة الزمنية المقررة لانتهاء المشروع هي 440 يوما، وهو ما أثار حفيظة عدد من مرتادي البحر، وهم يشاهدون العداد الزمني للمشروع يعمل بشكل مستمر، بينما أعمال التنفيذ متوقفة بشكل كامل. وحاولت «عكاظ» التواصل مع مسؤولي أمانة جدة للتعرف إلى الأسباب التي أدت إلى توقف العمل في المشروع الذي يعد انطلاقة حقيقية للارتقاء بالواجهة البحرية لمدينة ذات أهمية تجارية وسياحية كجدة، إلا أن المحاولات لم تسفر عن نتيجة. وعزا مصدر في الأمانة توقف المشروع إلى أن معظم الشركات العاملة في المشاريع التطويرية في جدة التي تخضع لإشراف الأمانة، لا تعمل نهارا في شهر رمضان، لافتا إلى أن معدلات سير العمل وفق تقارير الرصد التي تعدها وكالة التعمير والمشاريع في الأمانة، تشير إلى أن نسبة بطء تنفيذ المشاريع تصل إلى 40 في المائة. وكانت الأمانة أعلنت الأسبوع الماضي تأجيل موعد تسليم مشروعين من مشاريع تحرير الحركة المرورية في المدينة، وهما أحد أهم مشاريع التحرير، لاسيما أن أحدها سيعمل على تحرير الحركة المرورية في شارع التحلية مع تقاطع شارع الأمير ماجد، وكان من المقرر الانتهاء من تنفيذه بداية ذي القعدة المقبل، والآخر يقع على امتداد طريق شارع الأمير ماجد، مع تقاطع صاري. ومن المفترض أن يتم تسليمه من قبل المقاول نهاية شهر شعبان الماضي، إلا أن أسبابا فنية طارئة، وصفتها الأمانة بأنها خارجة عن إرادتها، أعاقت تسليم المشروعين في أوقاتها المحددة. وأبدى عدد من المواطنين ل «عكاظ» تخوفهم من نفس المصير للمشاريع الأخرى، لا سيما مشروع تطوير الواجهة البحرية في مرحلته الأولى الذي يعد نقلة نوعية بعد سنوات طوال، ستقفز بمنطقة الكورنيش إلى مستويات متقدمة من الخدمة السياحية التي ينشدها الكثير من سكان المدينة وزائريها، وتلقى عناية واهتماما مباشرا من أمير المنطقة. يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أطلق أعمال المشروع في شعبان الماضي، وأكد متابعته الدقيقة للمشروع وسير العمل فيه، وتوقف العداد الإلكتروني الذي يظهر المدة الزمنية للتنفيذ، ووجه بعد علمه بإعادة تشغيله فورا، مشددا على وجوده كمؤشر أمام المواطن والمسؤول على حد سواء؛ ليكونوا على علم بسير العمل والمدة الزمنية المحددة له. فيما أوضح أحد المراقبين للمشروع التابعين للشركة المنفذة أن العمل في رمضان يختلف عن باقي الأيام الأخرى، حيث يتم العمل في ساعات الصباح الأولى، ومن ثم يتوقف العمل نظرا للأجواء الحارة، وعدم مقدرة العاملين بذل جهد بدني في رمضان الجاري. وأكد المراقب الذي رفض الإفصاح عن اسمه، ويعمل على مراقبة المعدات التابعة للشركة في الموقع، أن سير العمل في رمضان يسير بشكل بطيء، خلاف الأيام الأخرى. ويأتي مشروع تطوير الكورنيش، كأحد أهم المشاريع الحيوية التي يتوقع أن تعكس الصورة الحقيقية لمدينة جدة التي اختفت منذ سنوات، وستعمل الأمانة على الاستمرار في تطوير منطقة الكورنيش وفق مراحل زمنية، وما زال العمل جاريا في المرحلة الأولى التي تبقى منها حتى الآن 440 يوما حسب المؤشر الزمني للمشروع.