عجز مستشفى الصحة النفسية في جدة عن التوصل لذووي ثلاثة مواطنين يقبعون داخل عنابر التنويم منذ سنوات طويلة رغم البلاغات التي وجهت إلى شرطة جدة للمساعدة والتعرف على عوائلهم. وقال مدير مستشفى الصحة النفسية المكلف الدكتور عدنان مفتي «إن القصص الإنسانية داخل عنابر التنويم كثيرة ومؤثرة، فمنهم من يرفض ذووهم إخراجهم لعدم قدرتهم على التعامل معهم وخوفهم من حدوث انتكاسة في مسيرة علاجهم، أو لمشاغلهم العائلية، فيتورط المستشفى في تنويمهم بإمكانيته البسيطة. وأضاف هناك فتيات مريضات نفسيات خضعن للعلاج وجرى التأكد من استقرار حالاتهن، وجرت مخاطبة ذويهن لاستلامهن إلا أنهم رفضوا إخراجهن، فخاطبنا الجهات الأمنية، إلا أننا لم نجد أي تجاوب منهم، فعقدنا عدة جلسات توعوية مع عائلاتهن حتى نتمكن من شرح الوضع الصحي للمريضات وكيفية التعامل معهن وإمكانية خروجهن إلا أنهم رفضوا استلامهن. وزاد هناك ثلاثة مجهولين لم نتعرف على هويتهم منذ سنوات، وخاطبنا الجهات الأمنية للبحث عن ذويهم إلا أننا لم نجد أي رد منهم، كذلك بحثنا داخل سجلات المستشفيات والمراكز الصحية الأولية عن أية معلومات توصلنا إلى ذويهم ولم نخرج بأية نتيجة. وأشار إلى أن رحلة البحث مستمرة منذ سنوات في التعرف على أي علاقة بين المرضى المجهولين وأي شخص من الخارج، وقال «إنهم يعيشون بين المرضى ويتقبلونهم رغم أن حالتهم مستقرة وتتطلب الخروج». وكانت الحالة المرضية لهؤلاء المجهولين سيئة عند دخولهم إلى مستشفى الصحة النفسية، وجرى إخضاعهم لعلاج مكثف وجلسات نفسية، وتقبلوا العلاج رغم كبر سنهم والآن هم يعيشون في حالة مستقرة جدا ويمكن استلامهم ولكنهم مجهولو الهوية، ولم يستدل على أي عنوان لهم.