تستضيف مدينة الرباط المغربية اليوم وغدا، ورشة عمل بعنوان «الاجتهاد بتحقيق المناط.. فقه الواقع والتوقع»، ينظمها المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن الذي يترأسه العلامة الدكتور عبدالله بن بيه، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية المغربية، ومركز الوسطية في الكويت. وتجمع الورشة نخبة من علماء الأمة البارزين للبحث عن منهجية ضابطة لتنزيل أحكام الشريعة على قضايا العصر، من خلال تحديد مضامين هذا النوع من الاجتهاد وتأصيله لجسر العلاقة بين كلي القيم وجزئي النصوص وقضايا العصر، وترشيح القضايا والمجالات الأشد إلحاحا في حياة الأمة حتى تكون أساس أعمال المؤتمر المقبل، وتوجيه الدراسات المتوقعة وتقديم الإضافات المحتملة للوصول إلى نتائج علمية لصالح الأمة ومصلحة الإنسانية. ويتحدث في الورشة نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور عبدالله بن بيه، وزير الأوقاف المغربي الدكتور أحمد التوفيق، وكيل وزارة الأوقاف الكويتي الدكتور عادل الفلاح، مفتي دبي الدكتور أحمد الحداد، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الدكتور قيس آل الشيخ مبارك، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى في المغرب الدكتور محمد يسف، رئيس مجلس أمناء المركز العالمي للتجديد والترشيد الدكتور عبدالله نصيف، نائب رئيس مؤسسة الإسلام اليوم الدكتور عبدالوهاب الطريري، رئيس قسم الشريعة في كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية الدكتور محمد إمام، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت الدكتور محمد عبدالغفار الشريف، رئيس المجلس الدستوري الأعلى سابقا في موريتانيا الشيخ عبدالله ولد أعلي أسلم، رئيس جامعة الزيتوية في أمريكا حمزة يوسف هانس، رئيس المجلس العلمي بوجدة في المغرب مصطفى حمزة، الدكتور عبدالرزاق قسوم من الجزائر. وفي صعيد متصل، أوضح الدكتور عبدالله بن بيه أن فقه التوقع مصطلح حديث لم يكن معروفا في المصطلحات الفقهية، وإنما بعض الكتاب والباحثين أطلقوه، إلا أن مضمونه صحيح. وأكد أن فقه التوقع يدور في قاعدة «سد الذرائع» وفي النظر في المآلات فيه سد الذرائع، إلا أن سد الذرائع غالبا يكون ترقبا وتوقعا لمفسدة فتسد الذريعة بتحريم المباح في الظاهر لما فيه مفسدة، والنظر في المآلات أوسع من ذلك لأنه تارة يكون لمفسدة «باب سد الذرائع»، وتارة يكون في مصلحة فيباح المحظور أو المفسدة، وهو ما يعبر عنه «بفتح الذرائع». وبين أن فقه التوقع يرمي إلى كل هذه المعاني «وهناك نوع آخر وهو ما يسميه الغربيون بالفضول، بمعنى أن الفقيه يفترض افتراضا، وقد يطرح السائل عليه أو بعض طلاب العلم بعض القضايا التي لا وجود لها في الواقع المعاصر، فيجيب على هذه القضايا التي قد يتوقع حدوثها، وقد لا يتوقع حدوثها، وقد لا تحدث مطلقا».