ثمة مثل مصري يقول: «شيل ده من ده يرتاح ده من ده»، وأقترح استحداث مثل سعودي يماثله في القوة ويعاكسه في الاتجاه يكون نصه: «حط هذا في هذا يضبط هذا على هذا»!. وسأدلكم على فائدة واحدة من هذا المثل الحيوي وأترك لكم بقية الحالات التي نحتاج فيها نظرية: «حط هذا في هذا»!. مستشفى النور التخصصي في مكةالمكرمة يعاني من سوء التجهيزات وأجهزة التكييف معطلة وحالته صعبة جدا، وقد جاء في تحقيق نشرته صحيفة الوئام الإلكترونية قبل فترة أن الناس حين يزورون مريضا في هذا المستشفى يقومون بإهدائه مروحة كهربائية، وهذا سلوك حكيم؛ لأنه من غير المعقول أن تهدي مريضا يسبح في بحر العرق باقة ورد. وفي الجانب الآخر توجد مدينة الملك عبدالله الطبية (التي صدر أمر ملكي قبل أربع سنوات بضم مستشفى النور إليها)، وهي مدينة تحتوي على أحدث التجهيزات الطبية وكل شيء فيها (على سنجة عشرة) ولكن ينقصها شيء واحد فقط هو الأطباء والممرضون!. طبعا أي شخص بريء منكم سوف يهتف: «محلولة .. حط هذا في هذا»، ويقترح نقل الكوادر الطبية في مستشفى النور التخصصي إلى المدينة الطبية ريثما تنتهي عمليات الصيانة في المستشفى وريثما يتم إحضار الأطباء والممرضين للمدينة الطبية ولكن المسألة أكبر من (ريثما) و(حيثما) و(ربما) بعد أن تحولت إلى صراع بيروقراطي بين إدارات وزارة الصحة، وهو صراع عجيب يجعلك تشعر بأن مجلس إدارة المدينة الطبية في موزمبيق ومديرية الشؤون الصحية في الأكوادر!. فالعقبة الكبرى التي تواجه تطبيق نظرية: «حط هذا في هذا» أن مستشفى النور التخصصي يتبع (ماليا) للمدينة الطبية بينما موظفوه يتبعون (إداريا) للشؤون الصحية في مكةالمكرمة! .. فقد فسر جهابذة وزارة الصحة الأمر السامي الكريم بضم مستشفى النور للمدينة الطبية بأنه ضم للمبنى والأسرة والأجنحة والممرات، أما ضم الموظفين (وأغلبهم على بند التشغيل الذاتي) فهو يحتاج من وجهة نظر الجهتين المتصارعتين إلى أمر جديد! .. والضحية بالطبع هم سكان مكةالمكرمة الذين أصبح لديهم (يالله من فضلك) مستشفى تخصصي بلا تكييف ومدينة طبية حديثة بلا أطباء!. [email protected]