أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس هيئة تطوير المدينةالمنورة، البدء في إجراءات صرف تعويضات نزع الملكيات لمشروع توسعة المسجد النبوي وساحاته الشرقيةوالغربية، وقصر المؤتمرات والضيافة، في ضوء الأوامر السامية التي صدرت باعتمادها. ونفى الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، وجود أي دراسات في الوقت الراهن تختص بتوسعة الناحية الجنوبية للمسجد النبوي واستمرار أعمال التوسعة التي يجري تنفيذ مراحلها النهائية حاليا لتشمل الساحات الجنوبية، وقال مجيبا «عكاظ» «إن توسعة الساحات الجنوبية للحرم النبوي لاتزال غير مطروحة حتى الآن، ومشاريع التوسعة التي صدر بها أمر خادم الحرمين الشريفين تشمل الساحات الشرقيةوالغربية. العشوائيات وردا على سؤال «عكاظ» حول كيفية المواءمة بين المنظر الجمالي للمشاريع والأنفاق بعد اكتمال تنفيذها وبين الأحياء العشوائية والقديمة التي تحيط بتلك المشاريع قال «الإشكاليات في الأحياء العشوائية قد تنقلب إلى مزايا بعد اعتماد الدراسات الاستراتيجية من قبل المقام السامي والتي تجري دراستها حاليا، وستسمعون عن تفاصيل تلك الدراسات قريبا». أزمة المطار وسألت «عكاظ» أمير المدينة عن الضمانات التي تكفل عدم تكرار الأزمة التي شهدها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة خلال موسم العمرة من العام الماضي، وماهية الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية بالتنسيق مع إمارة المنطقة، فأجاب قائلا «نشرف على مطار المدينة من خلال مجلس المنطقة وأيضا من خلال لجنة الحج، وأعتقد أن هناك مشاريع اكتمل تنفيذها حاليا والوضع أفضل بكثير من السنة الماضية، وهناك مراحل أنجزت ومراحل يجري تشييدها وهذه كلها مشاريع توسعة، فضلا عن مشروع إنشاء المطار الرئيس الذي سيتم فتح مظاريفه قريبا. دعم القيادة وأضاف في ختام جولة له ظهر أمس على مشاريع التقاطعات والطرق والأنفاق وممرات المشاة الجاري تنفيذها في النواحي الغربية والشمالية وفي ساحات الحرم النبوي، نشكر القيادة على هذا الدعم اللامحدود للمسجد النبوي والمنطقة المركزية والمشاريع المرتبطة بها، والحمد لله اليوم مررنا على عدة مواقع مهمة من شأنها أن تكلل جميع المهام بالنجاح، وتشمل المشاريع الواقعة على طريق الملك فيصل (الدائري الأول). التوسعة الشرقية وعن رؤيته لمراحل التنفيذ، قال «سيكون جزء من التوسعة الشرقية مستخدما خلال رمضان المقبل، وكذلك ستكون هناك ممرات كافية وواسعة متاحة للمشاة خلال رمضان، كما ستتاح خدمة المراوح والرذاذ سيكون لها أثر في خفض درجة الحرارة إلى سبع درجات أقل في منطقة محيط الحرم والساحات، كما سيكون في هذا المكان مركز خدمات ساحات خادم الحرمين الشريفين تشمل الشؤون الصحية والهلال الأحمر والجهات الأمنية والهيئة ورئاسة شؤون الحرمين الشريفين وكافة الجهات المرتبطة بشكل مباشر بخدمة زوار الحرم النبوي ومن شأن كل هذه الخطوات الارتقاء بالخدمات للوصول إلى الطموحات لدى الجميع للرقي بهذا المكان العزيز. المشاريع المتعثرة وبشأن المشاريع المتعثرة ومدى تحقق مجلس المنطقة والجهات المعنية من توافق مراحل سيرها مع الجداول الزمنية المتفق عليها، قال «جولة اليوم تأتي للتحقق من التزام الجهات المنفذة ومتابعة الجداول الزمنية لإنفاذ المشاريع، وهنالك جدولة دائمة للمشاريع، فأحيانا أكون أنا جزء من هذه الجولات الميدانية، وأحيانا يتولى أعضاء ولجان منبثقة من مجلس المنطقة وهيئة تطوير المدينة متابعة سير المشاريع، وبالتالي هناك متابعة دائمة لمراحل وخطوات التنفيذ». حق المواطن وأكد الأمير عبدالعزيز بن ماجد بأن المعلومات الخاصة بالمشاريع تظل حقا مشروعا لكل مواطن ومن حقه الاطلاع عليها، مشيرا إلى أن هذا الاتجاه سيكون هو السائد حيث سيتم تركيب ساعات إلكترونية توضح عدد الأيام المتبقية لإنجاز كافة المشاريع الحيوية ونسب الإنجاز، وإذا كان هناك أسباب في تعطيلها وتوضيحها. وزاد أن المدينةالمنورة مقصودة في كافة الأوقات، وأن هذه الأوقات تحديدا قد تشهد توافد أعداد أكبر من الزوار من الداخل والخارج، مبينا أن عملية تطوير الخدمات واستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار قائم سواء في أوقات العمرة أو في أوقات الدراسة من المقيمين ومن دول مجلس التعاون ومن كافة الدول. صرف التعويضات وأعلن الأمير عبدالعزيز بن ماجد عن البدء في إجراءات صرف تعويضات نزع الملكيات لمشروع توسعة المسجد النبوي وساحاته الشرقيةوالغربية، وقصر المؤتمرات والضيافة، في ضوء الأوامر السامية التي صدرت باعتمادها، حيث سبق أن وجه أمير المدينة اللجنة التحضيرية لمشروع التوسعة بدعوة اللجنة المالية لإعداد أوامر الصرف واعتمادها وتحرير الشيكات ورفعها له لاعتمادها، بعد أن استكملت وزارة المالية الإجراءات الخاصة بالمشروع لدى مؤسسة النقد العربي السعودي والعمل على تغذيته بالمبالغ اللازمة. وأوضح أمير المدينة بأن إجراءات الصرف ستتم فور انتهاء أعمال اللجنة المالية في غضون الأيام القليلة المقبلة، وستشمل أصحاب الأراضي والعقارات تحت الإنشاء، فيما سيتم تخيير أصحاب المباني القائمة والمستثمرة بين الإخلاء والتعويض الفوري أو الانتظار إلى حين انتهاء موسم حج هذا العام 1432ه في 15/1/1433ه ثم صرف التعويض مباشرة بعد الإخلاء، مهيبا بضرورة التواصل مع اللجنة التحضيرية المشكلة من وزارة المالية ورئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهيئة تطوير المدينةالمنورة وأمانة منطقة المدينةالمنورة في مقرها بأمانة هيئة تطوير المدينةالمنورة، لإنهاء الإجراءات المتعلقة بالإفراغ والصرف. قصر الضيافة وبين أمير المدينة أن المشروع يشمل الساحة الشرقية وقصر الضيافة المحدد شرقا بشارع عبادة بن الصامت وشمالا بشارع خلاد بن عمرو وجنوبا بطريق الملك عبدالعزيز بمساحة إجمالية تزيد عن خمسين ألف متر مربع. وقال إن مشروع قصر المؤتمرات والضيافة سيقام على مساحة مقدارها ( 13.376) م2، ومشروع الساحة الغربية محدد غربا بشارع سعيد بن زيد، وشمالا بشارع عمرو بن العاص وجنوبا بطريق أبي بكر الصديق، وتبلغ مساحته الإجمالية (102.880) م2، ويشتمل المشروع على محطة تحميل وتنزيل للحافلات والسيارات، ومواقف مكونة من دورين وجميعها تحت هذه الساحة، وسيؤدي ذلك المشروع إلى فصل حركة التحميل والتنزيل لقاصدي المسجد النبوي مما يساعد في انسيابية الحركة داخل المنطقة المركزية، وأوضح أن التعويضات المزمع صرفها تزيد عن أربعة عشر مليار ريال بمساحة تماثل نصف مساحة المسجد النبوي الحالي البالغة (337.829) م2. وأكد أمير المنطقة على أهمية هذه التوسعة واصفا إياها بأنها تمثل نقلة تاريخية وتطويرية متقدمة جدا بما تحققه من قدرة المسجد النبوي لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار، حيث يشهد تطورا متسارعا في الأعداد لم تكن مألوفة من قبل على مر التاريخ الإسلامي وقد عبر عن مشاعره الفياضة وشكره لخادم الحرمين الشريفين أصالة عن نفسه ونيابة عن أهالي المدينةالمنورة وزوار المسجد النبوي على هذا المشروع العظيم الذي يأتي ضمن الاهتمام الكبير واللامحدود الذي يلقاه المسجد النبوي وزواره من خادم الحرمين الشريفين أسوة بالمسجد الحرام الذي يشهد هو الآخر مشروعا عملاقا في التطوير، وليس هذا بمستغرب من ولاة أمر هذه البلاد المباركة الذين جعلوا العناية بالحرمين الشريفين على رأس الأولويات. جولة الظهيرة وفيما سجل الطقس درجة حرارة تجاوزت 42 تحت الظل، انطلقت ظهر أمس جولة الأمير عبدالعزيز بن ماجد من مشروع تقاطع طريق الملك فيصل (الدائري الأول) مع طريق السلام، غرب المسجد النبوي، وعرض أمين عام هيئة تطوير المدينة المهندس محمد بن مدني العلي خرائط لمراحل تنفيذ المشروع، المتمثل في جسر رئيس على امتداد طريق الملك فيصل بطول 873 مترا وبعرض 26 مترا، ويتفرع منه جسران ناحية امتداد طريقي أبي بكر الصديق والملك فيصل بطول 445 مترا و376 مترا، وتتجاوز تكلفته 110 ملايين ريال، على أن يتم إنجازه في منتصف شهر جمادى الأولى بعد عامين. الحسم بشدة وتوعد أمير المدينة في توجيه حاسم بالجزاء وإنزال أشد العقوبات بحق من يتهاون في المدد المحددة للتنفيذ، فبينما أبدى المشرف على مشروع نفق المشاة من الناحية الشمالية الشرقية للمسجد النبوي عجزه في تنفيذ البنى التحتية قبل رمضان، رد عليه الأمير عبدالعزيز بن ماجد بحزم «ما فيه شيء صعب، إذا نويتم الشيء وعزمتم عليه تقدروا تقضون منه»، ليحاول مشرف المشروع التهرب من الأمر بسرد ما تم إنجازه في المشروع المرادف، فأوقفه الأمير بعبارة «حنا إذا قلنا لك سوي شيء لا تقول إيش سويت في مكان ثاني»، عندها وجه مدير عام مكتبه سعد بن مرزوق السحيمي بوضع اسمه ضمن قائمة «الإفادات الأسبوعية»، على أن يوافي مكتب الأمير نهاية كل أسبوع بآخر ما تم تنفيذه في المشروع. أنفاق المشاة واطلع أمير المدينة على تفاصيل مشروع تكملة طريق الملك فيصل مع ثلاثة أنفاق مشاة وامتداد نفق المناخة، إذ تتوزع الأنفاق الثلاثة بين تقاطع طريق الملك فيصل مع طرق الملك فهد، الأمير عبدالمحسن، وقباء، بجانب ثلاثة معابر للمشاة متقاطعة تحت طريق الملك فيصل، إضافة إلى تنفيذ امتداد لنفق المناخة من الجهة الجنوبية. وتتجاوز تكلفة المشروع 439 مليون ريال، ينتهي تنفيذه في شهر شعبان 1435ه. المواقف الأرضية ووقف أمير المدينة على مشروع تنفيذ مداخل ومخارج للمواقف الأرضية للمسجد النبوي، عبر ثلاثة مداخل من الناحية الشمالية الشرقية بطول 750 مترا، والجنوبية بطول 900 متر، والجنوبية الغربية بطول 500 متر، مقابل معبرين للمشاة تحت الأرض بطول 135 مترا، تنفذ إلى المنطقة المركزية المحيطة بالحرم عبر سلالم كهربائية ومنحدرات لذوي الاحتياجات الخاصة. ويتكلف المشروع 265 مليون ريال، ينتهي تنفيذه في غرة ذي القعدة 1435ه. وعود التنفيذ ورغم تحديد مدة بعض المشاريع بأربعة أعوام، وعد أمين عام هيئة التطوير المهندس العلي أمير المدينة بالتنفيذ خلال عامين، مبديا له استخدام وسائل حديثة في التنفيذ تطبق لأول مرة في المنطقة، تكمن في نصب ألواح خرسانية على جانبي المشروع، وتسقيفها، لتمكين انسيابية الحركة المرورية من أعلى المشروع، بينما تجري أعمال الحفر أسفل السقف وبين جانبي هذه الألواح. بائعو السواك وترجل أمير المدينة إلى ساحات المسجد النبوي، وفي طريقه اخترق بسطات بائعي السواك المفترشة على الأرض، فأشار أحد المسؤولين إلى أن هذا النشاط التجاري الوحيد المتاخم للساحة، فرد عليه الأمير «إلا بائعي المساويك.. خلوهم ولا تقربوهم»، فقال له وكيل الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح «هذا مصدر رزقهم» فأجابه الأمير «بغض النظر، هذه سنة، وهؤلاء لهم دور في إحياء السنة، فلو ما أحد باعها منهم وين بنحصل مسواك ونطبق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم». مراوح التلطيف واستقل الأمير عبدالعزيز بن ماجد سيارة الجولف في طرف ساحة الحرم، بعد أن سأل وكيل رئاسة شؤون المسجد النبوي الشيخ الفالح «بتسوق وإلا أنا أسوق؟»، ووقف عند تنفيذ بوابة جديدة من الناحية الجنوبية للحرم، بجوار باب البقيع، وهناك استعرض فكرة تلطيف أجواء الساحات بالمراوح ورذاذ الماء. مركز الخدمات وزار أمير المدينة مركز خدمات المسجد النبوي المتاخم للساحة الجنوبية للحرم، وتفقد كافة أقسامه المتوزعة بين الشرطة، المباحث العامة، الاستخبارات العامة، الدفاع المدني، الشؤون الصحية، الهلال الأحمر، شؤون الحرمين، ووقف على تجهيزات الجهات الأمنية والمركز الصحي الجديد فيه. صافرات الإنذار ودوت صافرات الإنذار داخل مرفق الدفاع المدني صدفة، أثناء استقبال الأمير داخل المركز، بعد أن عمت أدخنة البخور والعود التي أوقدها مسؤولو الدفاع ترحيبا بالأمير، ليبدي الأمير رأيه بظرافة «زين، أجل أثبتت قدرتها على الاستشعار». اجتماع لخدمة الحرم وعقد الأمير عبدالعزيز بن ماجد اجتماعا بالجهات الخدمية في مركز خدمات المسجد النبوي، حث فيها المسؤولين على التأهب ومضاعفة الجهود لتقديم الخدمات لزائري المسجد النبوي، وإعداد خطط فاعلة تتواءم مع تزايد أعداد الزائرين، خاصة في شهر رمضان المقبل. ودارت مناقشات الجهات الخدمية في الاجتماع بين مدير المباحث العامة اللواء إبراهيم العبسي، مساعد مدير الشرطة اللواء سعود عوض الأحمدي، مدير الاستخبارات العامة اللواء منصور عالي العتيبي، مدير الدفاع المدني العميد زهير سبيه، مدير المباحث الإدارية العميد عطا الله سليمان البلوي، أمين المدينة المكلف المهندس صالح عبدالله القاضي، أمين هيئة تطوير المدينة المهندس محمد بن مدني العلي، مدير عام الشؤون الصحية الدكتور عبد الله الطايفي، مدير فرع هيئة الهلال الأحمر سعود مشرف المورعي.