يشكو المجتمع النسائي من هاجس (السمنة) دون أن يستطيع التعامل معها عبر المنحى الرياضي، عبر الأندية، أو الأمكنة المخصصة للرياضات النسائية، إذ ما زالت (ضبابية) حول تصاريح الأندية النسائية، والنسوة لا يستطعن المرور إلى ممارسة هذه الرياضات سوى عبر نفق المستشفيات، وعبر مراكزها الصحية، والتي في الغالب تكون باهظة الثمن، أو بعيدة في مواقعها، أو تتجاوز أسعارها حاجز القدرة مع الكم الأكبر من طبقات المجتمع. «عكاظ» غاصت في عمق هذه الإشكالية، وتحدثت مع ذوات الشأن، فخرجت بمحصلة، جسدت العوائق، وفصلت حال الراغبات في ممارسة الرياضة، ووصلت إلى العوائق التي تحرمهن هذه الممارسة. بداية، تحدثت المدربة العالمية للعبة لأوكيدو (ابتسام) والتي تحاول نشر ثقافة أنواع جديدة من الرياضة وتقول «الرياضة ليست لعب كرة قدم، أو المشي في الممشى، بل هناك أنواع أخرى من باب أولى الاهتمام بها مثل برنامج ( أي كيدو ) وهي رياضة تعلم المرأة الدفاع عن النفس ومعرفة النفس عن طريق العقل وتعلمه من هو .. وترفع الخوف، وهي تعنى بترويض الروح عن العنف، ولابد من الهدوء وتركز على العقل و ليس القوة». وتضيف «دراستي في هذه الرياضة كانت من الناحية النفسية وعلمتني أن أتعرف على نفسية الآخر، من أجل أن تعرفيه عن نفسك، والحوار ليس العنف، وكيفية استخدام العقل في الدفاع عن النفس». وتقول «هناك أنواع أخرى من الرياضة الحركية مثل الكومباز، والبوكسن، الزمبة، وهناك أنواع أخرى تتجه لها الفتيات وتشارك فيها بالفئة العمرية ومن عمر السادسة عشرة للبنات». أندية في الأحياء المدربة السعودية نورة تقول «ينقصنا هنا أندية لكل الأحياء تفتح لجميع الفئات برسوم رمزية متواضعة، حيث لا أندية تفتح في الماضي إلا ب «واسطة» أو تابعة لمستشفيات، ولكن في السنوات العشر الأخيرة الحمدلله تخصصت فرق ولها تدريبات خاصة، مثل بطولات السلة والقدم، والفتيات ليس لهن أندية ويتجمعن في بيت إحداهن لديها باسكت أو يستأجرن أماكن أخرى ليمارسن التدريبات، وهذا سبب من أسباب الحرمان من الرياضة، والعالم الخارجي يعيش الرياضة بكامل حقوقه، والمرأة السعودية تستطيع إثبات حقها من الرياضة، وبالتأكيد النسوة الأخريات أفضل منهن اعتناء بصحتهن، والنساء من السادسة عشرة إلى الخمسين يقبلن على الرياضة بتعطش. تقول سلمى الزهراني «أمارس الرياضة، من أجل شد البطن، و كنت أبحث عن الأندية النسائية سابقا، وعند سماعي بالقليل عن الأندية المتوفرة لدينا في جدة، سرعان ما اشتركت في النادي واكتشفت رياضات أخرى جعلتني أشعر بالروح الرياضية الجميلة». أسعار مجنونة عفاف القحطاني تقول «نتمنى المزيد من الأندية تكون كافية لاستيعاب جميع طبقات المجتمع، وهناك فتيات من أسر فقيرة لايستطعن الالتحاق بهذه الأندية البعيدة عن أحيائهن، أوالتابعة لمستشفيات باهظة الثمن، وفي إحدى المرات حضرت مع ابنتي (من المرحلة المتوسطة) في اجتماع الأمهات والمديرة وقتها تلقي محاضرة، وكان أكثر المراهقات الموجودات أوزانهن ملفتة للنظر، مع أنهن في مقتبل العمر، وأرادت المديرة إيصال رسالة، فحواها أنه لابد على الفتاة أن تنضم لناد رياضي، لتحافظ على غذائها ووزنها، وأكثر الطالبات رددنا عليها بتضجر، لأن %90 منهن ليس لديهن المادة لهذه الأندية،، لبعد هذه المراكز، وليت الأندية تهيئ نقلا مجانيا، رغم ارتفاع قيمة رسوم الاشتراك». سميرة تتداخل تقول «أنا في سكن الضباط ( البحرية ) وعلي الحضور يوميا مساء لشارع التحلية، وهذا متعب للغاية ومن المفروض نحن في المراكز العسكرية يكون عندنا ناد نمارس فيه رياضاتنا» . وعلى ذات الصعيد، تقول فاطمة آل غالب «أتعجب من الحال لدينا .. لماذا هذا الغلاء في الرياضة، وفي الدول الأخرى لا يمكن أن يتجاوز الرسم مبلغ ال 500 ريال، بما يساعد كل فئات المجتمع أن تشترك، بل تغرم هذه الأندية فيما لو ارتفع سعرها عن هذا السقف المحدد وشعارهم جميعا «الرياضة للجميع» ، واللياقة عندهم بشكل جيد، ونحن الفتيات نعاني السمنة أكثر من المتزوجات». منيرة الربيع: فتاة ال 26 سنة تقول «نريد أندية في كل ثلاثة أحياء على الأقل، وأن تكون تابعة للرئاسة العامة للرعاية والشباب، وأن تكون الرسوم متوافقة مع الجميع، وتراقب بشكل دائم فهي تندرج تحت منظومة السياحة «من يزورنا يهتم بثقافتنا وتتجسد في الأندية أننا مجتمع خلاق ورياضي».