تتباين طقوس يوميات المصطافين في جميع المناطق، من بانوراما الثلوج والأمطار وأصوات الرعود في منطقة عسير، إلى مشهد البحر في المنطقة الشرقية وفي جدة، إلى سياحة القوارب وصيد الأسماك في ينبع وشواطئ تبوك، غير أن متعة السفر في بعض الأحيان تواكبها بعض العوائق المتمثلة في ازدحام الطرق والكثافة العددية في الأسواق والمولات التجارية إلى جانب عدم عثور المصطافين على سيارات للأجرة خصوصا في المدن الكبرى وانتظارهم لعدة أيام في (السرا) حتى يجدوا شقة مفروشة مناسبة. «عكاظ» تجولت في العديد من مناطق الاصطياف فكشف بعض رواد الصيف أن الازدحام المروري في الشارع يشكل أكبر عقبة لهم للاستمتاع بالعطلة الصيفية. يقول محمد العسير الذي قدم من أبها إلى جدة مع خمسة من أفراد أسرته أنه درج في كل عام على قضاء عطلة الصيف في مدينة جدة وقد حجز قبل فترة طويلة شقة مفروشة بجوار مراكز الخدمات والأسواق، وخرج من بيته في أبها مطمئنا أن الشقة المفروشة ستكون بانتظاره حينما يصل غير أنه فوجئ أن موظف الاستقبال الذي حجز له الشقة سافر لأمر طارئ إلى بلاده ولم يخطر زملاءه أن هناك حجزا باسمي في التاريخ المحدد ما جعلني أنتظر لمدة خمسة أيام حتى عثرت على شقة مفروشة مناسبة. وفي نفس السياق قال مجبور عتيق الحربي القادم من منطقة العلا إلى جدة إنه منذ أن وضع متاعه في الفندق خرج لاستئجار سيارة لأداء العمرة مع أسرته وداخ (السبع دوخات) حتى عثر على سيارة قديمة من شركة تأجير للسيارات في شارع فلسطين وارتضى أن يستأجرها حتى لا تطير من بين يديه ويقع في حيرة. وأضاف الحربي أن السيارة التي استأجرها في الأيام العادية لا يزيد مبلغ استئجارها عن 70 ريالا ولكنه استأجرها بمبلغ 100 ريال / ودعا الحربي أن تقوم الجهات المعنية بوضع آلية لسيارات الأجرة في موسم العطلات حتى لا يستغل أصحاب مكاتب الإيجار حاجة الزوار ويرفعون الأسعار . وأكد عدد من المهتمين بالشأن السياحي في المنطقة أن صيف هذا العام يعد الأكبر والأضخم في تاريخ المنطقة نظرا للأعداد الكبيرة التي تتوافد على المنطقة والمتوقع ازديادها خلال الأسابيع القادمة. وعزوا ذلك إلى تواصل هطول الأمطار مما جعل مدرجات الجبال والمزارع والروابي والأودية تكتسي حلة خضراء تخلب الألباب وتفتن الأبصار. إلى جانب تزايد في الإيواء والنزل السياحية بجميع أنواعها ودخول تجربة الاصطياف في القرى العسيرية القديمة التي لا زالت حتى اليوم تحافظ على طابعها المعماري المميز ومزارعها الجميلة وهدوئها الطبيعي الذي لا تقطعه إلا حفيف الأشجار أو خرير مياه رقراقة وسط الأودية. وأخذت الفواكه الصيفية تفرض نفسها في الأسواق وفي المحال التي يقصدها الزوار ومنها البخارة والمشمش والتفاح البلدي والتوت والعنب والرمان. وفي وسط مدينة أبها تتحول مساء إلى شلالات من الأضواء والنسمات العليلة وهو ما شجع الزوار على ممارسة رياضة المشي خاصة على الممشى المحاذي لوادي أبها الكبير والذي يخترق المدينة من الغرب باتجاه الشرق في حين تفتح عشرات الحدائق في أبها والمحافظات أبوابها للزوار إلى جانب الاستراحات والمطلات على طريق الملك عبدالعزيز الدائري والجبل الأخضر. وفي المنطقة الشرقية قال محمد العثمان إنه اعتاد على قضاء عطلة الصيف في مدينة الخبر والاستمتاع بمشهد البحر في شاطئ نصف القمر، وأضاف أنه لاحظ في هذا العام أن بعض المطاعم التي درج على تناول الطعام بها رفعت أسعارها بما يوازي عشرة في المائة عن العام الماضي وطالب بلدية الخبر بوضع حد لمثل هذا الاستغلال وسحب ميزانيات الأسر المصطافة بالدسم. ومن جانبه قال حسن المنصوري إنه تعب كثيرا حتى حصل على تذاكر طيران له ولأفراد أسرته وحينما وصل إلى المنطقة الشرقية تنفس الصعداء لكنه رغم استمتاعه بمشهد البحر وفرحة أطفاله بقضاء معظم اليوم بجانب الساحل إلا انه يفتقد الأمطار في منطقة عسير. وفي منطقة عسير قال كل من محمد الألمعي وسعيد اليامي إن الكثير من المصطافين يخرجون من ردهات الشقق المفروشة مع أصوات الرعد وإيقاع المطر، وأضافا، أن صيف عسير في هذا العام مميز لأن الأمطار تهطل بصورة شبه يومية. وفي منطقة ينبع قال عمر الصاعدي وتوفيق الناشري إنهما من هواة صيد السمك وحضرا خصيصا لممارسة هذه الهواية في بحر ينبع. وأضافا أن المنطقة في حاجة إلى مهرجانات لصيد الأسماك والرياضات البحرية من أجل تفعيل الأنشطة السياحية .مؤكدين أن الشقق المفروشة في مدينة ينبع معظمها لا تلبي احتياجات المصطافية إضافة إلى ارتفاع إيجاراتها. وفي سواحل تبوك أكد عدد من القادمين من منطقة الجوف أن الأجواء في سواحل تبوك رائعة غير أن المنطقة تفتقد إلى مهرجانات صيد الربيان والاستكوزا خصوصا وأن شواطئ المنطقة تزخر بالكثير من طيبات البحر. وأضافوا أنهم يخشون على ابنائهم من ارتياد البحر لأن فرق الإنقاذ لا تتواجد على الساحل بصفة مستمرة.