الخرادلة هي آخر القرى التابعة لبلدية وادي جازان بحسب التقسيم الإداري لقرى المنطقة، وتزخر بالعديد من صور التراث الشعبي، حيث هجر العم علي الخردلي أحد عشاق التراث القرية، واتجه إلى إحدى الزوايا البعيدة منها حيث الراحة والهدوء، فشرع في بناء مجسم ل«العشة» التي يعشق العيش فيها بلا ضوضاء أو إزعاج، مشيرا أن العشة لاتحتاج إلى ديكور مكلف أو بلاط فاخر، بل يعتمد هذا البناء الفني البديع، على أنواع عديدة من الأشجار المتوافرة، ومنها شجر الأراك والأثل والشورى (المانجروف) والمض والمرخ والحلفاء والثمام، وجميعها معروفة لدى سكان المنطقة. وتقام العشة التي سادت في السنوات الماضية، وشهدت تطورا متزايدا في أنماطها المعمارية حديثا، على مساحة يصل طول قطرها إلى أكثر من ستة أمتار، فيما يراعى في بناء هذه الأكواخ الشعبية أن تكون على طراز هندسي مخروطي الشكل بما يتناسب مع مناخ المنطقة الحار والرطب، وذلك حتى يسمح بدخول أكبر قدر من الهواء، ويضمن لها الصمود أمام مختلف العوامل والظروف المناخية القاسية لفترة طويلة. وتشتهر القرية بأكلاتها الشعبية التي تقام في المناسبات، سيما في الأفراح والأعياد حيث يشارك بعض سكان القرية في إعداد وتجهيز هذه الأكلات الشعبية كل حسب قدرته واستطاعته وسط أجواء تشيع روح المحبة والتعاون الذي تشتهر به القرية بين السكان. أكلات القرية ومن أشهر هذه الأكلات الشعبية المغش والحيسية والقوار واللحوح والخمير وغيرها من الوجبات الشعبية الأخرى، فيما يهرع أطفال القرية إلى الأدوية عقب هطول الأمطار لممارسة هوايتهم المفضلة في بناء بيوتهم من الطين والتراب. ورغم أن بيوت الخرادلة تلتصق تماما مع قرية العميرية التابعة لأمانة مدينة جازان، إلا أنها تعاني من نقص الخدمات، وهو ما يؤكده شيخ القرية محمد أحمد حمود خردلي حيث قال «نعاني كثيرا من نقص الخدمات ولم نجد سوى الوعود من الشركات المنفذة للمشاريع في عدة قرى تحد القرية من جميع الجهات، بحجة الانتهاء من مشاريعهم ومن ثم يذهبون بلا عودة، فيما طرق القرية بلا سفلتة، علما بأن القرى المجاورة لها جنوبا وغربا وشرقا تنعم بشبكة طرق جديدة، وشبكة لتصريف مياه السيول، بينما انتظرت الخرادلة هذه الخدمات ومازالت تنتظر». ومن الطرق، إلى مشكلة المياه وندرتها حيث تعتمد الخرادلة على شبكة مياه بدائية تمت على حساب المواطنين، ورغم وجود مشروعين وخزانين للمياه حول القرية، إلا أن القرية استثنيت من هذين المشروعين دونما سبب ظاهر، إضافة إلى أنه لم يتم اعتماد القرية ضمن مشروع الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار الذي تم الانتهاء من تنفيذه مؤخرا، مشيرا إلى أنه يعتزم تقديم شكوى لأمير منطقة جازان عن وضع القرية ونقص الخدمات فيها بشكل عام. مشروع الصرف ومن جانبه أوضح المواطن يحيى كليبي، أن المهندس المسؤول عن مشروع الصرف الصحي، أفاد أن الخطة تشمل القرية، إلا أنه عمد إلى هذا الأسلوب حتى الانتهاء من مشروعه، دون أدنى استجابة لمطالب أهالي القرية في هذا الخصوص، وهكذا مر المشروع متجاوزا القرية إلى القرى المجاورة. كما تعاني القرية من عدم توفر مشاريع خدمية إذ يطالب الأهالي بإنشاء حديقة شرق القرية على الأراضي بامتداد الحزام الشرقي والذي تمتلكه البلدية، وتستخدم جميعها كأشياب لري أشجار الحدائق في جازان دون أن يستفيد منها أهالي القرية، والذين أبدوا تذمرهم من كثرة تعاقب صهاريج المياه ليلا ونهارا، إضافة إلى التسربات التي تتدفق من تلك الأشياب وبكميات كبيرة باتجاه مرمى النفايات الملاصق للقرية، ما أدى لتكوين البرك والمستنقعات والتي أصبحت مرتعا خصبا لتكاثر الحشرات والبعوض، والذي بات من كثرته يهاجم أهالي القرية حتى في النهار، إضافة إلى أن سقف الخزان آيل للسقوط حيث أشارت تقارير الدفاع المدني إلى خطورته وضرورة إزالته على الفور، بعد أن بات يشكل خطورة بالغة على الأطفال خاصة أثناء لعبهم إلى جواره. ويناشد أهالي القرية أمير منطقة جازان ووزارة البلدية، بتكوين لجنة من أمانة المنطقة وبلدية وادي جازان ووزارة المياه والكهرباء وإدارة التربية والتعليم للوقوف على معاناة أهالي القرية من نقص الخدمات. مشاريع حيوية وعن أسباب عدم تنفيذ مشاريع للسفلتة والإنارة في القرية أوضح رئيس مركز المعلومات الناطق الإعلامي لأمانة منطقة جازان المهندس عبدالرحمن الساحلي أن هناك مشروع سفلتة للقرية تم ترسيته ويجري إنهاء إجراءاته الأولية. وأقر الساحلي بأن خزان المياه الخاص بالقرية سيئ ولا جدوى من صيانته، مشيرا أن الأمانة تعمل حاليا على طرح إنشاء خزان بديل وإزالة الحالي، لافتا أن لدى الأمانة مشاريع تحت التنفيذ لإنشاء آبار خارج نطاق المدينة مع خطوط للسقيا لتتمكن من الاعتماد عليها بدلا من الصهاريج. وأضاف أن هذه أراضي الأمانة مازال عليها بعض الاعتراضات، فيما تخطط البلدية لإنشاء حديقة حال انتهاء هذه الاعتراضات حتى تكون متنفسا للأهالي.