ما يقارب ثلاثة أسابيع ونحن نتابع بفاجعة تسلسل الأحداث في قضية مختطف القاصرات في جدة، ولن نكرر ما قيل في وصفه من وحش ومجرم ونحوهما فكل الأوصاف والنعوت لن تبلور ما ارتكبه من فظاعة، فهو خليط مركب لكل فعل شيطاني ينافي الفضائل والقيم الإنسانية. ما هو مخيف تلك السهولة التي كان يجد بها المختطف ضحاياه ويصطحبهن في وضح النهار وأمام الناس دون أن يشك في أمره أحد ثم أين كانت أسر الصغيرات؟ وكيف تركن هكذا دون رقيب خصوصا وجرائمه لابد أن ظهر خبرها من أول أو ثاني ضحية؟ قرأنا تحسر الآباء ولوعة الأمهات وهم يسردون مسلسل الاقتياد وليس الاختطاف؛ لأن الأخير عنوة وقد يلفت النظر أما الأول فيظهر الخلل في التوجيه والتحذير من الغرباء، وكذلك القصور في متابعة الأطفال في الأماكن العامة، وكثيرا ما نشاهد صغارا في الحدائق والأسواق يتجولون بمفردهم أو برفقة الخادمات وهن لسن دائما أمينات مما يغري الشواذ للتغرير بهم بسهولة. الجرم هنا تتحمله أكثر من جهة بدءا من الأسرة وانتهاء بحراس الأمن في الأسواق والاستراحات والمستوصفات، كذلك لا ننسى الجهات الرقابية التي دائما ما تتواجد في أغلب الأماكن راصدة لما قد يثار من معاكسات أو عدم احتشام وعادة ما تستنفر سريعا لأبسط حركة فأين هي من هكذا مجرم ألم تشك في أمره؟! مع أنها تبادر في بعض الأحيان لتسجيل واقعة ضبط لمجرد شك ثبت بعد التحقق عدم صحته! فكيف غفلت هنا وهي المشهود لها باليقظة؟ لا نحمل جهات بعينها مسؤولية رعاية الأطفال وحراستهم بدلا عن ذويهم في الأماكن العامة، ولكن لابد أن يشملوا كما الكبار بالحق في التحرك واللعب بأمان بعيدا عن مواطن الخطورة وهم بذلك أولى من غيرهم ممن يملكون القدرة على حماية أنفسهم وليسوا بحاجة للمراقبة. في دول كثيرة حيث تحترم الطفولة وتنعم بالحماية يتدخل القانون في تفاصيل معاملة الطفل حتى وهو يقطع الشارع أو يلهو مع والديه بحيث تحدد طريقة اللعب ما إذا كانت تعرضه للإذاء أو تمر من خلالها الإساءة اللفظية أو الحركية للطفل. وهنا يبرز القانون سلطة حماية لا يقف في وجهها أيا كان حتى أن بعض الأسر تصادر أهليتها في رعاية أطفالها بناء على ما رصد عنها من ممارسات عنيفة أو مهينة في حق أطفالها. بالمؤكد لم ولن نصل إلى هكذا رعاية، ولكن لدينا ما يفوق أولئك من مبادئ سمحة تكفل ترعرع الطفل في بيئة آمنة غير أننا ضيعنا كل ذلك وتخلينا عن الدور لنترك القيام به للشارع والخادمات والغرباء في الأماكن العامة المسكونة بالمرضى من الشواذ الذين يجدون متعتهم في هتك عرض طفلة وقتل براءتها. الطفولة مغتالة بل مسلوبة الحقوق، ووضعها يثير الألم والشفقة، وكم من نفس بريئة صغيرة قضت إما نتيجة التعذيب أو الإهمال والهتك، وفي كل مرة نقول حان الوقت لإيجاد قوانين رادعة تطبق في حق من تسبب في إلحاق الضرر بهم لكن في واقعنا الآمال والأحلام دائما تموت قبل أن تتنفس. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة