دروس كثيرة تُستخلص من المختطف التسلسلي للطفلات ، وليس القاصرات فحسب ، من الأسواق والمتنزهات وقصور الأفراح ، الذي أحدث صدمة تحتاج إلى زمن طويل جداً للإفاقة منها لأسرته وللأسر التي اختطف صغيراتها ، وللمجتمع بشكل عام. أولها ضرورة توعية الأطفال بشكل عام بنين وبنات بألا يثقوا في غريب أبداً ، مهما بدا عليه من وقار وصلاح ، وهذه التوعية هي من الركائز الأساس في بناء شخصية الطفل في التعامل مع الأغراب في الغرب ، مهما حاول التلطف معه أو تقديم الهدايا إليه. وثاني هذه الدروس ضرورة الاهتمام أكثر بالأطفال ، وخاصة في الأسواق والتجمعات الكبيرة والمتنزهات ، فكم من طفل فقده أهله في مثل هذه الأماكن ، أو اختطف أو اعتدي عليه ، وفي التشاغل عنهم أو تركهم يذهبون حيث شاؤوا مجازفة قد تكون من عواقبها فقدان الطفل ، أو الاعتداء عليه. السرعة في التبليغ عند أي حالة اختطاف أو اغتصاب ، والتحرر من الحرج لأن الجريمة ليست باختيار المعتدى عليه أو عليها ، بل هي اعتداء لابد من مقاومته ، ومن المقاومة الإبلاغ الفوري لأخذ العينات اللازمة وخاصة بقايا المعتدي كالشعر مما يحدد حمضه النووي ، وتحديد المواصفات الضرورية لسرعة الإيقاع بالمجرم ، وإيقاع العقوبة التي يستحقها ، وقطع الطريق عليه لارتكاب المزيد ، وحماية المجتمع منه. ومن الدروس أيضاً نزع الخوف من نفوس الأطفال عند اختطافهم بضرورة المقاومة بالاستغاثة أو الهرب إلى مكان عام والاستنجاد بالناس فيه ، لأن الاستسلام هو النهاية الحتمية لسلامة الطفل ، وفي المقاومة تخويف للخاطف وبث الرعب في قلبه. كما أن شخصاً بهذه الروح الإجرامية لابد أن يصدر عنه تصرفات أسرية غير سوّية -وهذه متروكة لذوي الاختصاص- فإن بدت هذه التصرفات عليه وكانت ملفتة للانتباه فإن من واجب الزوجة أن تحمي البيت باتخاذ أسلوب ربما أسهم في نزع أو تهذيب هذه النزعة الشيطانية ، بحيث يشعر أن هناك من يراقب فيه انحرافه وعدوانيته واستهتاره. وحيث أثبتت الكاميرات في كثير من الدول فاعليتها وكفاءتها وكذلك في بعض الأماكن في حالة المختطف هذه ، فإن تركيبها في أماكن عامة يعتبر ضرورياً ، وشرطاً لازماً للحصول على تصريح بتشغيل المرفق ، مع الصيانة المستمرة لها ، والاحتفاظ بالصور بشكل أو بآخر لفترة طويلة ، وأن تتنافس الأسواق بالذات في جعلها ميزة إضافية للمتسوقين بحيث يشعرون بالطمأنينة ، إضافة إلى تدريب مراقبي الأمن حيث أن أكثرهم لا يتلقون أي نوع من التدريب للتعامل مع الآخرين ، وتزويدهم بقدر من الفراسة تجعل من مراقب الأمن عيناً ثاقبة في تقدير الأمور. وأخيراً نقراً في الوسائل في الغرب عن جرائم لا تصل إلى عشر هذه الجريمة من البشاعة ، فنجدها تحتل شاشات التليفزيون والصفحات الأولى من الصحف لأيام أو لأسابيع لأن في ذلك توعية وتحذيراً ، ولكننا لا نرى من ذلك شيئاً هنا ، إلا من بعض الصحف وعلى نطاق محدود.