من المؤسف أن تنجرف فئات من المجتمع بعواطفها وأحاسيسها نحو شخص يلبس ثوب الورع لتحقيق مصالح دنيوية، يدعي المعالجة النفسية وهو مريض بل يعاني كوارث نفسية. ظهر الشيخ البروفيسور صاحب الطلة البهية ليقيم وطنية أبناء المملكة، هذا منتم وذاك غير منتم، قال نظريته الخارقة: إنسان الجنوب وإنسان الشمال ينتميان للدول المجاورة، نسي تاريخ وطنه الذي تنهد وهو يتكلم عنه في المقطع الذي كشف جهله وعلله. هذا «الحبيب» بجهله أو بتجاهله وجه سهامه نحو كل المواطنين، ما قاله إهانة لا تغتفر للقبائل التي قدمت أرواحها من أجل الوحدة ونصرة التوحيد، ما قاله الجاهل انتقاص لهيبة الوحدة التي يعتبر إنسان الشمال وإنسان الجنوب مكونا رئيسا من مكوناتها، فالدولة، أيها الجاهل، قيادة وإنسان وإقليم وحكومة. كيف يتجرأ «الأخ الحبيب» الجاهل على التاريخ بملاحمه وبطولاته؟ وعلى الحاضر الذي سجل بكل الفخر الدماء الطاهرة للجنود البواسل أبناء الشمال وأبناء جميع المناطق دفاعا عن الجنوب عندما تسللت العصابات المجرمة، والأمثلة كثيرة وكبيرة، تظهر جهله وسطحيته وتطاوله المرفوض. كشفت مواقف متفرقة، قبلية ومناطقية، أشخاصا فتحت لهم أبواب الإعلام المرئي والمكتوب وهم ليسوا أهلا لهذه المنابر التي منحتهم قيمة بعد أن كانوا على الهامش، أتمنى على وزير الثقافة والإعلام حصر جميع من يثبت تطاولهم على المناطق أو القبائل أو من مسوا بالوحدة الوطنية، ومنعهم من الظهور في البرامج التلفزيونية ومحاكمتهم بدعوى تقدمها الجهة المختصة في الوزارة، لإضرارهم بالوحدة الوطنية واستغلال المنابر الإعلامية لمحاولة إشاعة الفتنة وتعكير صفو المجتمع. يجب أن يلقن هؤلاء درسا قاسيا حماية لوحدتنا وإعلاء لشأن الدولة الجامعة والحاضنة لكل المكونات التي تزهو البلاد بها. لا يقبل اعتذار المعالج المريض إلا بإعلان هذا الاعتذار بنفس المكان الذي ظهر فيه الخطأ الفادح الذي ارتكبه جهلا أو تجاهلا، وبعدها يمنع من الظهور الإعلامي، للجميع الحق في إبداء الرأي ولكن التطاول على الآخرين جريمة يا بروفيسور. [email protected]