هناك ارتباط كبير بين الخطوط والرسومات وشخصية الإنسان. الرسم شعر صامت والشعر رسم يتغنى. وعرف العلماء تحليل الشخصية من خلال الخط والرسم بعلم «الجرافولوجي» الذي يعني علم الشكل أو الرسم، كذلك يعني قراءة للجهاز العصبي والحركي على الورق من خلال تلك الأشكال والرسومات، ويطلق على الشخص الذي يقوم بقراءة هذه الأشكال من المتمرسين اسم «جرافولوجست» أي خبير تحليل الأشكال والرسوم. وقد ذكر فرويد أن الفن بعد الأحلام، هو الطريق المعترف به إلى الأعماق، ومن هنا جاء اختبار روشاك لبقع الحبر، وكذلك اختبار جون باك في رسم المنزل والشجرة والشخص. والهدف من ذلك كله إمداد الاختصاصي النفسي ببيانات عن الشخص الخاضع للفحص، تفيد من الناحية التشخيصية والتنبؤية عن الشخصية الكلية وتفاعل تلك الشخصية مع بيئتها من النواحي العامة والخاصة. وإذا أردنا تحليل الرسومات العفوية «الشخبطة» التي تصدر من شخص، فلا بد من الاطلاع على بعض الأمور المهمة قبل معرفة نوع الشكل، وهناك دراسات عديدة قام بها تربويون في الفن، وكان من أبرزها: شكل الشخبطة وأين تقع، فإذا وقعت في يمين الصفحة، فإن تفكيره يركز على الماضي ولديه بعض الخوف، أما إذا كانت في (يسار) الصفحة، فإن تفكيره مركز على المستقبل وأنه منجز في عمله ويحب الحياة، أما إذا كانت في وسط الصفحة، فإنها تعني أن الشخص بحاجة إلى الانتباه ويطلب الحرية وإذا كانت في الصفحة من أعلى فإن خياله واسع وروحاني، وفي حالة تحمس دائم. وفي أسفل الصفحة ويقوم بها بعض من لديه كآبه ونظرة حرجة للحياة. أما الكتابة، فإذا قام الشخص بتظليل الحروف فإنه تعبير عن القلق والتوتر. أما عن الأشكال الهندسية فسوف نتناولها في مقال آخر إن شاء الله. أيمن ياسين أختصاصي العلاج النفسي بالفن