هل يمكن رؤية شجرة مثمرة بينما ساقها وأوراقها متيبسة؟ هذه الصورة السريالية أنقلها للأمير نواف بن فيصل رئيس رعاية الشباب. حسنا، لنقل رحم الله الامير فيصل بن فهد، فقد سعى منذ البدء (وقبله طبعا الامير خالد الفيصل) في بناء تكاملي للرياضة الوطنية، ومع دخول الرياضة لدينا الى المحسوبيات والحروب الصغيرة والكبيرة والاسترخاء على الكراسي الفخمة والمكاتب الوثيرة، تم اغفال تكاملية اللعبة بحيث غدا همنا قضم ثمار بطولات او الدخول الى منافسات دولية «حتى ولو بضرب العصا»، في حين أن لبنات الرياضة تتساقط من هنا وهناك في غفلة من الرئاسة العامة للرعاية الشباب، فهي تضع عينها على كرة القدم فقط بينما الألعاب الأخرى تموت يوميا، وليس لها معزون، والمعلوم ان ميداليات المنافسات الدولية تحصدها ألعاب القوى المختلفة. لندع هذه النقطة ونركز مع الرئاسة فيما هي مهتمة به دون سواه، ألا وهي كرة القدم؛ هذه اللعبة أيضا دخلت الى العناية المركزة من غير طبيب معالج، وأول أمراضها أن الاندية لم تعد تنتج لاعبين بل تفتح خزائنها للشراء، من غير وجود خطط للإبقاء على مكنة (تفريخ) لاعبين محليين، وبقيت الأندية الصغيرة مزرعة مستباحة لحصد أشجارها. وأقول دائما «وفي كل المجالات» عندما يتوفر المال مع قلة العقل تنتج كوارث، وهذا ما تفعله الاندية الآن «شراء وبيع على حساب مستقبل الكرة لدينا». حسنا، لنتنقل الى زاوية اخرى؛ الاتحاد السعودي لكرة القدم يصر اصرارا غريبا على قتل الحكام والمدربين الوطنيين، وهو الاصرار الذي يجب على الامير نواف النظر اليه نظرة المصلح لعطب سوف يؤدي الى تحويل كرة القدم الى مكتب استقدام ليس إلا، فهل يعقل مثلا ان البلد أصابها العقم فلا يوجد بها حكام وطنيون ليقوموا «بأقل الأدوار» كدور الحكم الرابع على الاقل. وما ذكر مثلا في برنامج الجولة الذي يقدمه اللامع والمتمكن وليد الفراج حين تحدث الحكم محمد فودة وبمرارة عن الحكم الرابع «الخواجة» الذي ظل بالبلد 4 ليال من غير أن يحكم (كل ليلة يتقاضي فيها 6 آلاف دولار) لتكون محصلة ما يتقاضاه هذا الحكم «الاستبنة» تفوق ما يحصل عليه الحكم السعودي في 15 مباراة، هذا إذا سنحت له الفرصة في التحكيم وبينه وبين ذلك خرط القتاد، مع العلم أن الحكم الوطني يحصل على 1500 ريال مقابل كل مباراة يحكمها. «طيب اش فيه حكمنا العالمي خليل جلال» وما قصة إبعاده؟، كان من المفترض ألا ينام الاتحاد السعودي حتى يخبرنا عن قصة خليل جلال فهو حكم عالمي، أم ان الاتحاد السعودي ينام مبكرا ولم يطلع على هذا الاستبعاد لأن من مهماته الاستيقاظ المبكر وجلب الحكام من أصقاع الأرض، وقد نجح في مهمته «أو الموافقة عليها» حين تم جلب كل الجنسيات الغربية الى ملاعبنا من اجل ان يفضحنا على الملأ، فدولة تصل الى كأس العالم 4 مرات وليس عندها حكم وطني يدير مبارياتها تعد «فضيحة بجلاجل». والمضحك أيضا ان المدرب الوطني نضعه في الحقيبة الخلفية من اهتماماتنا ومع أي مسمار «يفنش» اطارات العربة نخرجه لإسعاف حالة ثم نعيده. أليس بحثنا عن بطولات او الدخول الى منافسات دولية شبيها بالصورة السريالية التي ذكرتها في بداية المقالة؟ السؤال: من الذي يستطيع القيام بدور فيصل بن فهد (رحمه الله) أي أن تكون النظرة شمولية وليست قاصرة غير الأمير نواف بن فيصل؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة