أجرى المؤشر العام لسوق الأسهم المحلية أمس محاولة جادة لإيقاف التراجع المتسارع في بداية الجلسة، وذلك عن طريق تناقص السيولة المتدفقة، التي تبحث عن قاع لها، لينسجم تدفقها مع حركة المؤشر العام ويمكن من خلاله ارتداد السوق إلى أعلى كمضاربة، وقبل تحقيق الهدف المرصود على مستويات 6350 نقطة، حيث أغلق المؤشر العام تعاملاته اليومية على تراجع وبمقدار 85.55 نقطة، أو ما يعادل 0.90 في المائة، وبلغ حجم السيولة نحو 2.960 مليار، وكمية التنفيذ حوالى 128.4 مليون، وارتفعت أسعار أسهم 18 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 114 شركة، وغلب على التراجع كعملية جني أرباح للمضاربين، وذلك استنادا على صافي السيولة المضاربة الذي تجاوز 364 مليونا، ما يعني أن السوق تميل إلى السلبية. من الناحية الفنية، تمر السوق بحالة من الهدوء من حيث القوة الشرائية فمازالت نسبة الشراء في مجمل السوق أقل من نسبة 50 في المائة، ومن المحتمل أن تتضح أسباب ذلك مع بداية الأسبوع المقبل، كما أدى دخول فترة حظر تعاملات أعضاء وكبار التنفيذيين في مجالس الشركات دورا في هدوء السوق وتناقص السيولة، فالسوق تعاني من عدم وجود سيولة استثمارية، بعكس السيولة الانتهازية التي تسيطر على مجنباتها، وبنسبة تصل إلى 92 في المائة، ولكن سرعان ما تدخل وتخرج بسرعة، وتزيد من تقلباتها. إجمالا السوق تقع في قناة هابطة رئيسية يتخللها مسارات مختلفة ما بين الصعود والهبوط، وآخر هذه المسارات يقع بين خط 6414 نقطة كقاع، وخط 6626 نقطة كقمة، وبدأ مسار جديد ما بين نقطة 6525 إلى 6487 نقطة، ما يعني أن مواصلة الهبوط إلى خط 6350 نقطة والارتداد منها إيجابيا، بشرط أن يتم اختراق المنطقة الممتدة ما بين 6525 إلى 6555 نقطة، والإغلاق أعلى منها لمدة ثلاثة أيام، لكي يتمكن من بناء مسار صاعد آخر يتجاوز 6621 نقطة، وهذا يتم عن طريق الأسهم القيادية التي تشكو من ضعف السيولة. ففي حال دخول سيولة استثمارية إليها فإن السوق سوف تحافظ على تماسكها، والعكس فمن أبرز ما تعاني منه الأسهم القيادية عدم دخول سيولة جديدة تعوض السيولة التي خرجت منها في الفترات السابقة، في حين ستبقى الشركات الصغيرة على حال مضاربة بحتة، وهذا طبيعي نظرا لمرور السوق ومنذ فترة، كما أشرنا في تحليلات سابقة، بمرحلة القمم والقيعان التي تميل خلالها للهبوط وفي أفضل الحالات تميل إلى المسار الأفقي، وفي أحايين ضيقة تشهد صعودا ولكن غير مستمر وعبارة عن مسارات صاعدة قصيرة الهدف منها المضاربة اليومية.