أثبتت الثورات التي انطلقت في بعض البلدان العربية في الفترة الأخيرة بأن الشاعر يعد لاعبا أساسيا في تشكيل المشهد السياسي، من خلال قدرته على التأثير في شريحة كبيرة من الناس، وانطلاقا من ذلك سعت الأنظمة السياسية في تلك البلدان إلى الحد من تأثير الشعر في تأجيج نيران الثورة من خلال توجيه التحذيرات للشعراء البارزين، بل أن الأمر تجاوز التحذيرات، حينما تم اعتقال العديد من الشعراء بدعوى التحريض. ففي ليبيا تم اعتقال نجم شاعر المليون في نسخته الثالثة الليبي المبروك أبودرهيبة، واستطاع الفرار من السجن بعد اعتقاله من قبل قوات القذافي إثر كتابته لقصائد تحث على المظاهرات وتطالب بالحرية. ونجح ابودرهيبة بالهرب من ليبيا إلى تونس، بعد أن سيطر الثوار على غرب ليبيا، ويقيم المبروك حالياً في تونس، وقد اعتقلت قوات القذافي والده بعد هروبه. وفي مصر نزل الشاعر أحمد فؤاد نجم إلى ميدان التحرير ليمد الثورة بوقود الكلمة المؤثرة، غير أنه لم يعتقل هذه المرة على غير العادة حيث تعرض نجم الى الاعتقال أكثر من مرة وعرف بمواقفه الصلبة، ونقده للقيادة المصرية منذ هزيمة يونيو67. وواجه الشاعر اليمني وليد الرميثي الموت عندما قامت عناصر من حزب اللقاء المشترك بقطع لسانه إثر قصيدة ألقاها في ميدان التحرير عبر فيها عن تأييده للرئيس اليمني علي عبدالله صالح.