حظي قرار قصر العمل في مجال بيع المستلزمات النسائية على النساء، بأهمية قصوى من جانب شريحة كبيرة من أفراد المجتمع وخاصة النساء، باعتبار أن المرأة بطبيعتها وتكوينها الأنثوي أكثر تفهما وأكثر دراية بأناقة بنات جلدتها واحتياجاتها من الرجل مهما كان درجة ثقافته وتمكنه من عمله. وعلاوة عن ذلك، فإن المرأة عادة ما تتعرض للإحراج الشديد أثناء تعاملها مع الرجل في أمور تمس أدق خصوصياتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالملابس الداخلية التي تعد خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، فضلا عن الإحراج الشديد في تعاملها مع الرجل الذي يبتز أنوثتها عبر استغلاله النظر إلى جسدها وتفاصيله أو حتى وصفه للألوان التي تناسبها، ما دفع قبل أعوام ببروز أصوات وسط المجتمع تنادي بأهمية تأنيث المجال النسائي ومنع بيع الرجال للملابس النسائية، فيما توقعت مصادر أن توفر هذه الخطوة مليون ونصف المليون وظيفة للمرأة العاملة خلال عامين وهنا بعض الآراء التي كشف أصحابها مدى الإحراج الذي تعيشه المرأة في تعاملها مع الرجل البائع وتفضيلها للمرأة باعتبارها أكثر تفهما من غيرها باحتياجات الأنثى ولا تخدش الحياء. نظرات البائع وبينت نادية الراشدي أن أكثر المواقف التي تزعجها نظرات البائع التي تتفحص جسمها للوصول إلى مقاسها المناسب دون أن تتفوه بكلمة حتى يثبت أنه بائع متمرس، وقالت: بعض الباعة يتمادون في أسلوبهم ويمعنون النظر في بشرتي ثم يختارون اللون الذي يناسبها وتصرفاتهم هذه تجعلني في كثير من الأحيان أغضب وأترك المحل فورا بعد أن ألقن البائع دروسا في الأدب وفي كيفية التعامل مع النساء. نظرات المتسوقين من جهتها، لا تجد الإعلامية سامية خالد حرجا في التعامل مع الرجال في تأمين احتياجاتها من الملابس، وأضافت: لا فرق لدي وأتعامل مع البائع دون حرج، ولكنني أتحرج من وجود المتسوقين من الرجال في المحل، وأنتظر حتى مغادرتهم لإحساسي بالخجل، وقالت: هناك باعة يعتمدون في تعاملهم مع المرأة على نظرتهم للجسد ومن خلال ذلك يحضرون لها وحسب اعتقادهم المقاسات المطلوبة لكن في الغالب نظرتهم لا تكون دقيقة في الغالب. المرأة أفضل وذكرت نورة محمد، أنها لا تتحرج من التعامل مع الرجل، ولكنها تستطرد قائلة: «أفضل المرأة البائعة لسهولة التفاهم واختيار ما يناسبني سواء في المقاس أو اللون باعتبار الأنثى أدرى من غيرها بحاجة المرأة». تحرج وخجل وعلى النقيض، تتحرج علياء راجح من التعامل مع الرجل في مواضيع تراها خاصة جدا، وقالت: خجلي الشديد يمنعني حتى من التوجه للأسواق، ولهذا السبب، أوكلت مهمة تأمين حاجياتي لوالدتي، إلا أنني اضطررت في إحدى المرات الذهاب إلى السوق ودخول محل لبيع الملابس الداخلية، وإذا بالبائع يغير من نبرات صوته ويتحدث بتراخ في موديلات الملابس الداخلية، والإشارة إلى الألوان بعينها والتعليق عليها أنها الأكثر تناسبا للون بشرتي ولأنه أكثر من التعليقات لم أجد أمامي سوى رمي ما بيدي من ملابس والخروج من المحل التجاري وأنا أقول لنفسي هذه آخر مرة أتردد على هذا المحل. دورات تدريبية وفي المقابل، لا يتحرج زياد باجندوح بائع في محل ملابس داخلية نسائية، من التعامل مع النساء وفي وصف نوعية القماش أو الموديل وأيضا في إحضار المقاسات المناسبة لهن. وقال: باعتباري مسوقا للسلعة فمن حقي أن أذكر تفاصيل القطعة المعروضة. ويضيف أحد الباعة هاني طالبي، أن شركتهم كانت من أوائل من طبقت تأنيث بيع الملابس الداخلية النسائية لكن التجربة لم تنجح، مشيرا إلى أن تأنيث هذه المحال يحتاج إلى دورات تدريبية للفتيات في كيفية التعامل في عرض سلع البيع والقدرة على التعامل مع الآخرين.