في ظل الانفتاح الإعلامي من خلال القنوات التلفزيونية انتشرت مؤخرا ثقافة الهيب هوب أو الرقص الغربي بجميع أشكاله، وأصبحت هذه الثقافة تهدد فنوننا الشعبية ورقصاتنا التي توارثها الأجيال منذ القدم، وأصبحنا نرى اتجاه فئة الشباب إلى الهيب هوب بدلا من تعلمهم تراثهم وثقافتهم، وحول هذا التوجه كان لنا لقاء مع الفنان محمد الفيفي رئيس فرقة الجنوب للفنون الشعبية حيث أكد أن الهيب هوب أو الرقص الغربي لم يؤثر على فنوننا الشعبية في مدن كثيرة والمدن الكبرى وعلى سبيل المثال جدة والرياض والخبر له شعبية في ظل عدم وجود فرق شعبية مجددة وأقصد مجددة أنها تتعامل مع الزمن وتحاول أن تدخل مع الرقصات الشعبية بعض التحسينات من خلال الآلات الجديدة كالأورج وغيرها رغم اعتراضي أنا شخصيا على مثل هذا الإجراء ولكن كي تواكب الزمن وتحاول استقطاب الشباب وإعادتهم إلى تراثهم الأصيل، ورغم أن الفنون الشعبية مطلب مهم في مدن المملكة عامة وخصوصا في الأفراح والمناسبات العامة كالأعياد والمهرجانات إلا أن الشباب لم تعد تغريه هذه الرقصات لعدم إلمامهم بها والدور الآن على جمعيات الثقافة والفنون كي تلعب الدور الأهم والبارز في عقد دورات تدريبية على فنوننا الشعبية بكثافة وتحاول تقريب الفجوة بين الفرق والشباب، كما أن دور المنتجين في القنوات الفضائية مهم في تعريف النشء بتراثنا وأهازيجنا ورقصاتنا كلا في منطقته وللعلومية فإن المملكة تزخر بألوان شعبية متنوعة وهادفة ومميزة وفي كل منطقة رقصات خاصة وأهازيج متفردة. أما الفنان محمد سليم رئيس لجنة الفنون الشعبية بجمعية الثقافة والفنون في جدة فأكد أن الشباب بدأوا التحول عن ألواننا الشعبية وأصبحوا مقلدين لما يصلنا من الغرب رغم أن الرقصات الشعبية لدينا لا تقل إثارة وحماسا وحيوية وجهدا بدنيا عن ما يصلنا من الغرب ولكن ثقافة التقليد أصبحت عامة، ونحن في جمعية الثقافة والفنون في جدة لدينا ثلاث عشرة فرقة شعبية مدربة ولكن عزوف الشباب واتجاههم إلى الرقص الغربي أصبح ظاهرة تنذر بخطر على مستقبل الفنون الشعبية. بدوره، قال الشاب مازن العرام إن ثقافة الهيب هوب ثقافة دخيلة ولا أحد يستطيع إيقافها فهي تغزونا من خلال القنوات الفضائية الكثيرة لذا لابد أن يكون للشباب مهرجانات خاصة بهم يتم من خلالها فتح المجال لإبداعاتهم في الفنون الشعبية وتدريبهم عليها، أما أن يقتصر الوضع على جمعية الثقافة والفنون في ظل وضعها الحالي فلن نحافظ على تراثنا الشعبي، كما أنني أطالب أن تكون هناك حصص في مدارسنا لتعليم فنوننا الشعبية وموروثنا وغرس قيمه في الأجيال القادمة.