يبدو أن الفن الشعبي فقد شعبيته بين أبناء العروس على وجه الخصوص ووصل به الحد إلى زوار العروس خلال فترة الصيف، حيث لم تجد فعاليات الفنون الشعبية التي أحيتها إحدى الفرق الشعبية بمدينة جدة في منطقة البحر والمعروفة ب «الحمراء سننر» التي نظمت ضمن فعاليات مهرجان «جدة غير 32» تفاعلا أو حضورا حتى من فئة الشباب، فالمساحة المغطاة والمجهزة صغيرة نظرا لقلة الحضور رغم كبر المساحة المتوافرة، الأمر الذي أدى إلى تكدس الفرشات الأخرى وبقائها كما هي في مكانها دون استخدام. وقد قدمت الفرقة الشعبية فقرات متعددة للحضور جمعت بين المزمار والخبيتي وفن الينبعاوي، إضافة إلى أجواء مليئة بالندية والفرح، غير أن التفاعل الخجول من الجمهور، نظرا لقلة العدد، لم يجعل للفعالية أجواء فرائحية ولا تفاعلا جيدا، حيث بذلت الفرقة الشعبية قصارى جهدها لإحياء الليلة التي امتدت إلى منتصف الليل وإظهار الفنون الشعبية بصورتها الجميلة لزوار العروس في الصيف. أحد الحضور في الفعالية بدا متفاعلا، وأكد أن الفنون الشعبية من التراث الأصيل الذي تفخر به السعودية، وبسؤاله عن سبب عزوف الشباب خصوصا عن هذه الفنون «كثير من شباب اليوم بدؤوا يتجهون إلى فن جديد وهو ما يعرف بال «هيب هوب» وسبب ذلك الانفتاح الإعلامي من خلال القنوات التلفزيونية، فانتشرت هذه الثقافة بين الشباب وأصبحت تهدد فنوننا الشعبية ورقصاتنا التي توارثها الأجيال منذ القدم، وأصبحنا نرى اتجاه فئة الشباب إلى «هيب هوب» بدلا من تعلمهم تراثهم وثقافتهم».