هل تعلم يا عزيزي القارئ ما هو مجموع الودائع التي تخص مواطني الخليج المودعة في البنوك الأجنبية في أوروبا وأمريكا واليابان وهونج كونج وأستراليا، وغيرها؟ وهل تعلم مجموع المبالغ التي تخص مواطنين سعوديين في تلك البنوك، ومجموع الفوائد المتراكمة عليها سنويا بأسعار اليوم؟ لا تتعجل يا عزيزي القارئ، فأنا لا أقصد في الواقع تلك المبالغ الهائلة والأموال الطائلة التي لا تعد ولا تحصى، والتي أودعها المواطنون العرب في البنوك الأجنبية في تلك الدول المتعطشة لثروات العرب كودائع واستثمارات وأسهم وسندات، يعلم الله كيف جاءت وأين تذهب. إنما أقصد المبالغ الطائلة المحتجزة في تلك البنوك حول العالم بأرقام سرية ودون معرفة أسماء أصحابها، لمواطنين من مختلف الجنسيات العربية، انتقلوا إلى رحمة الله دون أن يعلم أحد من ورثتهم أو أهلهم أو محاسبيهم، أرقام حساباتهم السرية أو مجموع الأموال المودعة، أو حتى أسماء البنوك وعناوينها؟ نحن بلا شك نتحدث عن مئات المليارات من الدولارات واليورو والين والإسترليني، وما نعلم وما لا نعلم من عملات أجنبية أخرى، وذهب وفضة ومجوهرات وعقارات. أموال وكنوز يسيل لها لعاب البنوك الأجنبية، ودولها وحكوماتها. لذلك هي لا تفصح عنها، ولا تتحدث عنها، ولا تبلغ ورثة المالك ولا دولته، بل وتمتنع عن إعطاء أية معلومات لأي كائن كان عن ثروة الفقيد، إلا أن يعود سعادته من قبره ليطالب بحقه من البنك، بنفسه ومن خلال رقمه السري. البنوك عموما هي أجهزة من اختراع أبناء عمومتنا اليهود، ومن صنع أيديهم وأفكارهم، استطاعوا أن يحكموا العالم من خلالها وبقينا نحن أبناء عمومتهم، مع غيرنا، نخزن أموالنا وثرواتنا لدى هذا الاختراع الشيطاني. ولكن إذا ما توفي صاحب هذه الحسابات السرية بأموالها الطائلة، دون أن يترك خلفه ما يضمن لأبنائه وورثته استعادتها، فاقرأ على تلك الثروات السلام. تبقى تلك الأموال الطائلة في حساب بنكي نائم لسنوات إلى أن يحق للبنك الاستيلاء عليها، بطريقة أو بأخرى، حسب نظام بنكي معروف ومتبع. سمعت قصة عن سيدة سعودية واسعة الثراء، وضعت مبلغا هائلا في أحد بنوك سويسرا في حساب سري، ويستحق فوائد سنوية تراكمية. ثم كبرت تلك السيدة وبلغت من العمر عتيا، وبقى الحساب لأكثر من ثلاثين عاما دون أن تلمسه أو تسأل عنه، حتى نسيته تماما، فلم يكن ذلك الحساب الضخم يمثل سوى جزء من ثروة تلك السيدة. بالطبع نسي البنك أيضا (بحسن نية!) هذا الحساب ونسي صاحبته. واطمأن البنك بعد طيلة كل هذه السنين إلى أنه سيضع يده على الحساب في نهاية الأمر، ويحول المبلغ الموجود فيه إلى احتياطيه، حسب النظام المتبع. ولكن جاءت الرياح بما لم تشته سفينة البنك. فبعد أن توالى المحاسبون على أعمال تلك السيدة الثرية، جاءها محاسب شاب فطن، واكتشف بمراجعة الأوراق أن هناك حسابا بنكيا قديما يخص السيدة في ذلك البنك، لم يتحرك منذ قرابة ثلاثين عاما. وبمراجعة السيدة تذكرت أنها في يوم ما وضعت بالفعل مبلغا في حساب سري يدر فوائد سنوية، عندما كانت في متوسط العمر، وأنها لم تستخدم ذلك الحساب منذ أن فتحته. وبعد مراسلات وسفريات من وإلى مقر البنك، اعترف البنك بوجود ذلك الحساب، وأثبتت قسائم الحساب أن الوديعة بفوائدها قد وصلت حينذاك إلى قرابة ألف مليون دولار (مليار واحد لا غير)! تخيلوا ماذا كان يمكن أن يحدث لذلك الحساب «الهزيل» إذا توفيت السيدة دون اكتشافه، ولو لم يهيئ الله لها ذلك المحاسب الشاب الحذق؟ تخيلوا أيضا مدى لوعة البنك وحسرته حين تذكرت السيدة حسابها السري واستعادت مالها قبل أن يصادره البنك ويستحوذ عليه، وكله حسب النظام! هذه قصة واحدة، وغيرها كثير. هل تعلم يا عزيزي القارئ أن هناك الكثير من العقار المملوك في أوروبا وغيرها لعرب أثرياء ليس في مقدور أحد شراؤه أو المحافظة عليه. وتتضح المشكلة عندما ينتقل صاحب العقار إلى خالقه، فلا يستطيع الورثة بيع العقار لعدم توفر المشتري القادر، ولا يستطيعون الإبقاء على العقار إذ أن صيانته وتشغيله والضرائب المستحقة عليه فوق طاقة الورثة، بل ولا يستطيعون حتى التبرع به إذ أن على من يتقبله أن يصونه ويدفع ضرائبه بتكلفة فائقة لا يستطيع تحملها، كما أن ذلك العقار لا يعود عليه بأية فائدة إلا إذا حوله إلى متحف عام. فإذا أراد أحدهم إهداءك عقاره في بلاد الغرب يا عزيزي القارئ، إياك أن تقبل فهي ورطة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 129 مسافة ثم الرسالة