أشاد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس بالدعم الكبير واللامحدود الذي يوليه ولاة الأمر في خدمة البحث العلمي المرتبط بتطوير المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة؛ تحقيقا لمفهوم صناعة الحج سعيا في الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وأكد ل«عكاظ» أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج يحظى برعاية خاصة من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، مما انعكس على عطاء هذا الصرح الشامخ الذي قدم ما يربو على 550 بحثا علميا أسهمت في تطوير المشاعر المقدسة والخدمات العامة بها. ووصف الدكتور عساس رعاية النائب الثاني لانطلاقة أعمال الملتقى الحادي عشر لأبحاث الحج اليوم بوسام الفخر والشرف، الذي يتوشحه الباحثون المشاركون في هذا الملتقى، ويعد دليلا قاطعا على منهجية حكومة خادم الحرمين الشريفين في ارتكازها على مشاريع تطوير المشاعر المقدسة على البحث العلمي التي تخرج من تحت قبة بيت الخبرة (معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج). وكشف مدير جامعة أم القرى أن المعهد أسهم خلال أربعة عقود مضت في دعم آليات التطوير في المشاعر المقدسة من خلال دراسات بحثية تحولت إلى مشاريع واقعية ذات جودة عالية، ولعل آخر المستجدات منها ما رفع إلى الجهات العليا في ما يخص توسعة المطاف التي هي في طور الاعتماد .. فإلى نص الحوار: • يطلق النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اليوم، أعمال ملتقى أبحاث الحج الحادي عشر، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، كيف تقرأون هذا، وهل اللقاءات السابقة أسهمت في تطوير مفهوم صناعة الحج في مختلف الجوانب؟ رعاية الأمير نايف بن عبدالعزيز لهذا الملتقى المهم دليل قاطع على المنهجية العلمية في تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وكذلك إطلاق مفهوم صناعة الحج من خلال الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وهذا ليس بمستغرب فهو الداعم لكل أعمال التطوير في الحج؛ سواء على المستوى الأمني أو التنظيمي. ثمار الملتقيات • هل بالإمكان أن تحدثنا عن ثمار الملتقيات السابقة في مسيرة المعهد؟ قدمت الملتقيات السابقة نحو 550 بحثا علميا قادت إلى تطوير المكان والإنسان، ولعل الجميع يدرك حزمة المشاريع التي تعد مضرب مثل خرجت من بين أروقة المعهد، فكان مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي باكورة المشاريع الحضارية، ولا ننسى مشروع النقل الترددي الذي ربط مكةالمكرمة في المشاعر المقدسة والمدينة المنورة. اتفاقيات عالمية • الحج شعيرة مفتوحة للمسلمين كافة، فهل ضمن سياساتكم في الجامعة والمعهد إتاحة المجال لباحثين من الخارج في دراساتكم؛ بمعنى هل المجال مفتوح لديكم لتقديم أية دراسة أي كانت جنسيتها؟ المعهد يتلقى مقترحات من شتى بقاع العالم ونعمل على دراسة كل ما يردنا، ولدينا الآن مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة وقد وقع اتفاقيات عالمية عدة؛ تعنى بحركة إدارة الحشود والنقل والمشاة. ترجمة الدراسات • البعض يرى أن دراسات المعهد تظل حبيسة أدراج الباحثين ولا تترجم إلى واقع في ظل تجاهل الجهات الحكومية لصوت البحث العلمي، أين تقف الجامعة من هذا؟ ربما كان ذلك في السابق، لكن المعهد الآن عضو فاعل في لجنة الحج المركزية، فهناك تنسيق عال جدا، حيث يكلف المعهد بدراسات يمكن ترجمتها إلى واقع ملموس ويشاركنا في ذلك قطاعات حكومية متعددة، ولكي أكون أكثر شفافية فهناك توصيات للمعهد طبقت في الحال، وهناك دراسات طبقت برمتها، فقرار منع المركبات الأقل من 25 راكبا من دراسات المعهد التي نادى بها منذ سنوات وطبقت العام الماضي. وكذلك النقل بالحركة الترددية وكذلك جسر الجمرات والاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي ونقاط الفرز، كل هذه الأفكار التي طبقت إلى واقع هي من بنات أفكار المعهد والباحثين فيه، فالاستجابة منقطعة النظير، وكلنا شركاء في صنع القرار مع الجهات الأخرى بما يضمن تقديم خدمة للحاج والمعتمر. دعم كبير • ما أثر صناعة القرار في دعم آليات عمل معهد إبحاث الحج؟ الحقيقة أن الدعم اللامحدود الذي يتلقاه المعهد من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز يجعلنا نعمل بكل فخر، فهو يؤمن أن المعهد بيت خبرة ويسهم في صناعة القرار بشكل محكم وفق ما يقدمه من رؤى ودراسات دقيقة للمسؤولين عن اتخاذ القرار، وكثيرا ما طلب سموه الكريم رأي المعهد في كثير من الدراسات التي رفعت له لاتخاذ القرار. أود القول إنه لو نفذ عشرة في المائة من دراسات المعهد لكفانا فخرا وشرفا، مع العلم أن أغلبية مشاريع التطوير في المشاعر المقدسة خرجت من تحت قبة المعهد. كوادر البحث • حدثنا عن فريق العمل الذي من خلاله ينفذ المعهد الدراسات البحثية السنوية أم الموسمية؟ على ملاك المعهد ما يقارب 45 باحثا دائما منهم 25 باحثا حاصلا على درجات علمية متقدمة، وهناك قرابة 20 باحثا منهم ضمن خطة الابتعاث في جامعات خارجية لاستكمال تأهيلهم وسيعودون قريبا بينما في المواسم يرتفع العدد إلى 150 باحثا، حيث يشاركنا باحثون من الجامعات السعودية، فنحن نعتبر كل الباحثين في الجامعات السعودية باحثين للمعهد، ولنا صلات مباشرة معهم ونشركهم في الدراسات والبحث، المعهد بيت مفتوح لكل من لديه رؤية تطويرية ترتكز على المعلومات الدقيقة والميدانية. سفوح الجبال • أوصى المعهد منذ سنوات بالبناء على سفوح الجبال في مشعر منى وطبقت الدراسة المقدمة منكم، ولكن المشروع لم يكتب له النجاح.. ما أسباب ذلك؟ لا بد لي هنا من توضيح الصورة، المعهد كان يرى ضرورة الاستفادة من سفوح الجبال برفع الطاقة الاستيعابية، ولم يضع المعهد المباني التي شيدت في منى ولا علاقة لنا بها ولم نشارك في تصميمها ولم ندعم هذه الفكرة، نحن مع رفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى والاستفادة من سفوح الجبال ولكن لم نقترح هذه المباني، فرفع الطاقة الاستيعابية مطلب والاستفادة من سفوح الجبال مطلب ولكن الكيفية لدى المعهد مختلفة تماما عما شيد. خيام الطوابق • إذن، ما مرئياتكم حول تأخير المشروع، وهل تتحملون المسؤولية في الإخفاق؟ نحن نرى لا بد من التريث، ولدينا جملة مقترحات منها الخيام ذات الطوابق المتعددة والعمائر التي تؤمن مبدأ الشمولية في الخدمة، فسفوح الجبال لا بد أن تهيأ بكامل طاقتها من ناحية الحركة والنقل، ومع جسر الجمرات الحالي بات الأمر أكثر سهولة. رؤية المعهد شمولية؛ بمعنى لا يمكن أن نحل مشكلة إسكان ونخلق مشكلة حركة، فأي مشروع لا ينحني لهذه المقومات والرؤية الشمولية فهو مشروع قاصر، فالمعهد لم يشارك في دراسة هذه المباني ولم يقترح إنشاءها، وإن كانت رفعت من الطاقة الاستيعابية لمشعر منى. هاجس النقل • بصفتك تدير جامعة أم القرى التي تحتضن أهم معهد للدراسات المتعلقة في الحج، هل يمكن أن تحدثنا أين ستقع الأزمة المقبلة في الحج من منظورك؟ ربما اختلف معك في مصطلح (أزمة)، لكن أعتقد أن النقل سيظل هاجسا في المواسم المقبلة وكذلك إدارة الحشود البشرية في المسجد الحرام وخصوصا المطاف، لا سيما بعد استكمال مشروع توسعة المسعى التي هي من بنات أفكار المعهد. ولدينا الآن رؤية لرفع الطاقة الاستيعابية في المطاف ولدينا المحددات المكانية لذلك، فعلى المستوى الأفقي بداية المسعى وعلى المستوى الآخر بالطوابق Wالمتعددة. • هل هناك دراسات من أجل حل مثل هذه المشاكل؟ هناك دراسات عدة لذلك، Wوقد أنجز الباحثون في المعهد والخبراء دراسة شاملة لتوسيع المطاف التي استمرت عامين كاملين ورفعت إلى جهات عليا لاستكمال ما تراه مناسبا فيها.