مما لا شك فيه أن المسلمين عانوا كثيرا من المظالم والعدوان عليهم في بقاع العالم ككثير من الدول النامية التي علقت في صراعات موازين القوى وأيضا بحكم وجودهم كأقلية في أنظمة قمعية وأحيانا بدافع التعصب المحض ضدهم، لكن هذا لا يعني أن العالم كله ضد المسلمين، فهذه العقلية التي لا ترى النصف الآخر المملوء من الكأس تضيع على المسلمين الاستفادة من الفرص التي يوفرها العالم المعاصر لهم لحفظ حقوقهم وقطع الطريق على المتعصبين ضدهم، ففي الأسبوع الماضي ألقي القبض على مجرم حرب آخر من زعماء الصرب المتهمين بالإبادة الجماعية للمسلمين وكان أحدث الواصلين لمحكمة العدل الدولية من زعامات الحكومة الصربية إبان حرب الإبادة ضد المسلمين في البوسنة، مع العلم أن القوات الغربية هي من تدخل لوقف الإبادة ضد المسلمين في البوسنة وكوسوفا وقصفت الصرب المسيحيين لصالح المسلمين، ولم يقم العالم بمكافأة الصرب ولا تمجيدهم بسبب إبادتهم للمسلمين بخلاف ما كان سيحدث لو كان كل هم العالم التخطيط لتدمير المسلمين كما تقول بذلك العقلية التآمرية غير الموضوعية السائدة في خطابات التنظير والوعظ الديني التبسيطية والتي تؤدي لتكوين رؤية نفقية لدى الأجيال تجعلهم لا يكونون منفتحين للاستفادة من إمكانيات وأدوات العصر في تبني قضاياهم والدفاع عنها، وهي بهذا تحرض الشباب المتحمس للتصرف بعدوانية تجاه العالم وهذا ما يعطي الآخرين مبررا ودافعا للتصرف العدواني ضد المسلمين كما حصل في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وحاليا القوى الغربية هي من يتدخل للدفاع عن المدنيين المسلمين ويضغط على الزعامات لصالح حقوق الشعوب والتحركات الشعبية مخاطرة بمصالحها وتوازناتها التقليدية ومراهنة على حسن النية لدى طرف المسلمين ليقدروا لهم هذه المواقف. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة