أوضح مدير مركز التميز لأبحاث التغيرات المناخية في جدة الدكتور منصور المزروعي أن التأثير الكبير المحسوس للتغير المناخي في الآونة الأخيرة على الكثير من القطاعات المختلفة مثل الزراعة وموارد المياه وتوليد الطاقة، أبرز حاجة ملحة لإجراء دراسات متعمقة لمعرفة نتائج تأثيره وسبل التكيف معه، تجلى ذلك في تأسيس مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز في مارس 2010، وبناء قاعدة معلومات مناخية، وتنفيذ عمليات التشغيل التجريبية لنماذج المناخ الإقليمية والعالمية، مفيداً إجراء دراسات عدة في الوقت الحالي لقياس مدى حساسية تلك النماذج لفهم ديناميكيتها وصلتها بشبه الجزيرة العربية، إذ يتم حالياً درس المخرجات القائمة على نماذج المناخ العالمية في تقرير التقويم الرابع الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، وذلك للتأكد من صلاحية اختبارات تشغيل تلك النماذج العالمية، ومن ثم مقارنتها بالبيانات والقراءات الخاصة بمركز تميز أبحاث التغير المناخي، كما أن هناك محاولات جارية لاستخدام مخرجات نماذج المناخ الإقليمية والعالمية لتوفير التصورات الخاصة بالمناخ المحلي، والقيام بتنبؤ طويل الأجل للطقس، يشمل حالات التطرف المناخي، ومدى ارتفاع مستوى سطح البحر في المنطقة. وفي شكل تراكمي، يمكن أن تمثل المحاولات الجارية الإطار العريض لتوجيه فرق إدارة الكوارث في المنطقة للتعامل والتكيف مع تأثيرات التغير المناخي. وأشار المزروعي إلى أن بإمكان الأجهزة الخاصة بتخزين كميات هائلة من البيانات وكذا الخاصة بإجراء العمليات الحسابية الضخمة، الحصول على قدر كبير من المدخلات والمخرجات المرتبطة بالنماذج المناخية، كاشفاًَ سعي «المركز» في الوقت الحالي إلى الحصول على هذه الأجهزة وتطويرها لتتناسب مع معطيات ومخرجات نماذج التغير المناخي الإقليمية والعالمية للمنطقة. وأضاف: «يستخدم المركز حالياً حاسبات عالية الأداء «core 232»، لكننا بحاجة إلى وحدة حسابات «core 10000» ذات قدرة تخزين معلوماتية تقدر ب1000 تيرابايت، للإبقاء على انفراد وتميز مركز تميز أبحاث التغير المناخي بالدور الرائد في مجال أبحاث المناخ، والتغير المناخي، والتدريب وبناء القدرات، وبناء قاعدة بيانات مناخية متطورة، لتنفيذ مهمات محددة في المنطقة».