تقدم إحدى إذاعات الإف إم المحلية برنامج (أنا أقدر)، الذي يركز على تطوير الذات وحفز الهمم، واستعراض التجارب الشخصية الناجحة لعدد من أصحاب الأعمال والإنجازات الفريدة من الرجال والنساء داخل المملكة وخارجها. كما يعرض قصص النجاح لبعض العلامات التجارية العالمية، مثل Google ، و face book ، وكيف بدأت من مجرد أحلام صغيرة، ثم تحولت لإنجازات عظيمة. ويطرح البرنامج وصفات متنوعة للتحفيز، والتفاؤل، وتطوير الذات، وأسرار النجاح، وتحقيق الأحلام الكبيرة التي قد تكون مستحيلة في نظر البعض. ويربط البرنامج بين ما يقدمه من قصص للناجحين، واستضافة شبان وشابات من أبناء الوطن أبدعوا واستطاعوا تحقيق إنجازات في عدد من المجالات بالبدء من الصفر باستثمار قدراتهم، والتغلب على العقبات والإحباطات التي تعرضوا لها. وعلى الرغم مما يؤخذ على البرنامج من كثرة الفواصل والإعلانات التي قد تقطع ترابط المعلومات والأفكار التي يعرضها مستشار البرنامج؛ إلا أنه يعد علامة فارقة في خارطة البرامج المحلية، لأنه يقدم نصائح وتجارب متنوعة للاستفادة من الطاقات المهدرة، وإدارة الوقت بفاعلية، والوصول إلى الأهداف بأقل جهد، وأقصر وقت، وأدنى تكلفة. ومن أسرار النجاح، التلقائية في الطرح، وإشعار كل مستمع بأن البرنامج موجه له شخصياً، وهو ما أسهم في زيادة المتابعين، الذين نجح عدد منهم في تطوير قدراتهم ومهاراتهم الذاتية، والتفكير بإيجابية لتحقيق الأهداف المأمولة. ويقدم البرنامج رسالة مفادها أن كل واحد منا يستطيع أن يكون مبدعاً وناجحاً متى ما استثمر طاقاته، وابتعد عن اليأس، والاتكالية، والتذمر من الظروف، وعدم توفر الفرص، والنظر بتفاؤل للنصف الممتلئ من الكوب، بدلاً من الجزء الفارغ، والإيمان التام بإمكاناتنا ومواهبنا، وهو ما يدفعنا للإقدام الواثق لتحقيق كل ما نطمح إليه ونتمناه. لقد حثنا الله تعالى لنتبصر في أنفسنا عندما قال سبحانه: «وفي أنفسكم أفلا تبصرون»، ولو تأملنا في أنفسنا لأبصرنا أن الله أودع فينا قدرات وطاقات وقوى كامنة، إن استخدمنا فقط 10% منها لدخلنا مرحلة العبقرية، كما تؤكد الدراسات. إن الجميع بحاجة لمثل هذه البرامج الهادفة في مختلف وسائل الإعلام الموجهة، وخاصة للشباب الذين يشكلون شريحة كبيرة في المجتمع السعودي. وتتطلب المرحلة الحالية إثبات الذات، وخلق الفرص، بدلاً من البحث عنها، وهو واقع لا جدال فيه، تجاوز بأزمان واقع الطفرة وملاعق الذهب! وهي كذلك مرحلة الجدية والمبادرة، والتفكير بإيجابية خارج الأطر التقليدية، وذلك لأن تحقيق النجاح يرتبط ارتباطاً وثيقاً باستثمار القدرات الذاتية، حتى لو لم تتوفر الإمكانات المادية الكافية. كلمة أخيرة: كثير من إخفاقات الحياة هي لأناس لم يدركوا كم كانوا قريبين من بلوغ النجاح. (T.EDISON) * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected]