لم يدر في خلد الفتاة الشابة نورا أحمد ذات العشرين عاما أن ذهابها لمشاهدة النسخة الأولى من أفلام مهرجان ترابيكا السينمائي الذي تستضيفه دولة قطر سنويا سيحولها إلى مخرجة سينمائية ستفوز بجائزة المهرجان للأفلام الهواة. نورا التي فازت بالجائزة عن فيلمها الذي لم يتجاوز دقيقة واحدة كان مقارنة بين الماضي والحاضر في الخليج العربي. تقول نورا في حديثها ل«عكاظ»: «كنت أبحث عن فكرة تخلط الماضي بالحاضر في دقيقة واحد فلم أجد من فكرة لحفيدة تسأل جدها عن الماضي فيبدأ خيالها يصور لها الماضي بنكهة الحاضر، مثل أن تتخيل أن يكون يحمل الجمل الذي يعتبر وسيلة نقل انذاك بشعار سيارات المرسيدس، وتتخيل الأكل التي تطبخ لهم والدته هو عبارة عن بيتزا وهكذا». ولفتت نورا إلى أنها لم تتوقع أن تكسب فكرتها الجائزة، مشيدة بالدعم الذي وجدته من إدارة المهرجان لتقديم الفيلم وعرضه أمام الآلاف من الخبراء والمختصين من عاصمة السينما هوليود. وأشارت نورا إلى أن أهلها فخورون بها كونها رفعت رأسهم بفكرة راقية حملت هما وبعدا جميلا، وكشفت نورا النقاب عن عزمها الاستمرار في تقديم الأفلام السينمائية، حيث تنوي دخول ورش العمل السينمائية لتقديم أفلام العشر دقائق وأفلام النصف ساعة. نورا التي تدرس في كلية الإعلام في جامعة قطر ستحرص على تقديم الأفلام التي تظهر حضارة وقيم مجتمعها العربي والإسلامي وهي ترى نفسها متميزة بحفظها على هويتها الدينية عندما صعدت إلى المسرح بالعباء السوداء والشيلة العربية الإسلامية لتستسلم جائزتها من النجم الأسطوري روبرت دي نيرو والفنانة سلمى حايك، والفنان كيفن سبيسي. بحضور النجم المصري الكبير عادل إمام، نبيلة عبيد، يسرا، لبلبة، رجاء الجداوي، كارمن لبس، محمد ملص، هيفاء المنصور وآخرين. ويشارك نورا الطموح الشاب القطري محمد المالك طالب المتوسطة الذي يبلغ من العمر 13 عاما وحقق نفس جائزة نورا لكن على مستوى الذكور. المالك الذي دفعه عشقة للكاميرا للإلتحاق بروشة عمل مهرجان ترابيكا السينمائي الثاني لتقديم فيلم من دقيقة واحدة أحب أن يقدم فيلما يحاكي روح الشباب من خلال تحول شاب إلى جهاز أم بي فور بشكل كوميدي يتفاعل معه جميع أفراد العائلة من خلال الأغاني التي يقدمها لكن شحن هذا الشاب عندما ينتهى شحنه فإنه ينطفى تماما كما يحدث مع الجهاز. ولفت الشاب اليافع إلى أنه لن يستعجل حاليا بالخوض في المجال السينمائي، حيث ينوي إنهاء دراسته أولا ومن ثم دخول في مجال الجرافيك والاحتراف في مجال السينما. واعتبر فوزه بالجائزة خطوة محفزه له في مشواره المقبل، كونه يحلم بتكملة المشوار بالتوسع في تقديم أفلام من فئة العشر دقائق يبرز فيها تراث وثقافة الخليج. وشدد المالك على أن حبه للتقنية والتكنولوجيا تدفعه لإقحامها فيما يقدم من أفكار لأفلام سينمائية.