تمثل صمخ (80 كلم إلى الجنوب من بيشة) نقطة وصل بين بيشة وخميس مشيط، فمن خلالها يعبر المتنزهون إلى عسير، وتنتقل قوافل التجارة بين الجنوب والوسط والغرب، وهكذا كانت صمخ ولا تزال ملتقى القوافل والرحلات صيفا وشتاء، وتشتهر بالكثير من المقومات الطبيعية المتمثلة في جبالها ووديانها ومناطقها الأثرية. يقدر عدد سكان صمخ بنحو عشرة آلاف نسمة وكان لهذا الرقم أن يتضاعف لولا الهجرة التي حدثت لسكانها خلال السنوات الماضية بحثا عن الخدمات البلدية والصحية والتعليمية والاقتصادية. تعيش صمخ التلوث البيئي، فقد تحولت البراري في منطقة تعد واحدة من أفضل وأهم المتنزهات البرية كبراري الحاجون التي دون أهالي صمخ ذكرياتهم على صخورها المجوفة منذ عشرات السنين «الصلال» عندما يلجأون إليها في عطلهم وإجازاتهم، تحولت إلى مرمى للنفايات، خاصة أن تلك النفايات وما يخالطها من مياه الصرف الصحي تجرفها السيول إلى قرى سابة والحاجون فتتغذى منها الآبار الجوفية التي يعتمد عليها بعض السكان. جمال ونفايات ورغم احتضانها لأشجار وارفة الظل، فضلا عن الشعاب والأودية التي تنحدر إلى قرى الحاجون وسابه، أصبحت تلك المتنزهات البرية تنذر بكوارث صحية، بمباركة البلدية التي يشهد اسمها المطبوع على أكياس النفايات بتورطها في تلوث البيئة المحيطة، دون مراعاة لجمال المكان الذي يقصده السكان أفراداً وجماعات، وحتى بعد افتتاح البلدية، لم تصل النظافة للمستوى المأمول، ولم تحظ القرى البعيدة عن الطريق العام بالنظافة حيث انحصرت جهود البلدية في نطاق ضيق. ويتطلع الأهالي في صمخ إلى نزع ملكية الخلية السكنية الواقعة أمام مركز الإمارة والتي جاوزت معاملاتها العشر سنوات حيث تشوه هذه الكتلة وسط صمخ، فضلا عن عدم انتظام الشوارع والتي تحتاج لمناسيب قبل الرصف المزمع تنفيذه مستقبلا، مع أهمية ازدواجية الشارع العام الذي يخترق المركز وإنارته ووضع إشارات تحذيرية على المداخل والمخارج التي تعترضه، والمسارعة في سفلتة المخططات التي ظلت على مدى ربع قرن بلا خدمات ما جعل الناس يحجمون عن بناء أراضيهم فيها، إضافة لتحسين المنتزهات البرية وتزويدها بدورات مياه وحاويات نظافة وسفلتة وإنارة، وأهمية إيجاد فرقة طوارئ أو أكثر في كهرباء صمخ تتولى معالجة الانقطاعات التي تحدث في المنطقة، وإيجاد مركز للهلال الأحمر ليساهم في مباشرة الحالات التي تنتج عن الحوادث المرورية لوقوع صمخ على طريق رئيسي تكثر فيه الحوادث المرورية وما ينتج عنها من إصابات وحالات وفاة، فيما ينتظر السكان بفارغ الصبر إنشاء المستشفى المدرج في خطة وزارة الصحة منذ عدة أعوام ولم ير النور حتى الآن، فضلا عن حاجة صمخ والقرى المجاورة لها لمشاريع المياه، ذلك أن مشاريع المياه القائمة لا تكاد تكفي لفترة زمنية قليلة ثم ما تلبث أن تنضب، والأمل معقود على مشاريع مياه التحلية من بيشة وأبها. البحث عن الخدمة ورغم افتتاح بلدية صمخ قبل عام من الآن، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لطمأنة الأهالي بوقف الهجرة إلى بيشة وغيرها بحثاً عن خدمات أفضل، وتوفير كافة الخدمات التي تنقصها من سفلتة وإنارة للشوارع وتوسعتها وازدواجية بعضها، وتكثيف النظافة والمراقبة على الأسواق وتنشيط الحياة في المخططات السكنية. رئيس البلدية حسن علي آل فرحان أكد أن البلدية مقدمة على تنفيذ خطط مدروسة لتطوير صمخ والقرى المجاورة، ومد خدماتها لكافة المناطق التي تقع في نطاق خدماتها، موضحا أن الموقع الحالي للمرمى تم اختياره من بلدية بيشة قبل افتتاح بلدية صمخ، ومن الصعوبة نقله في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن البلدية طالبت بمشروع لمعالجة النفايات في المرمى، وأن هذا لا يمنع أن تبحث البلدية عن مكان بديل لا يتعارض مع صحة البيئة، لافتا أن البلدية ستدعم في القريب العاجل جانب النظافة بالمعدات والعمال، بحيث تغطي كافة القرى بخدمات النظافة وتزويدها بالحاويات اللازمة، فيما تنفذ البلدية خلال الفترة المقبلة مشاريع للسفلتة والإنارة وتسوير المقابر ومصدات السيول. منح السيول وعن المنح السكنية الواقعة في مجاري السيول، أكد آل فرحان أن موضوع المخططات سابق لافتتاح البلدية وتمت معالجة القطع الواقعة في مجاري السيول بإلغائها، فيما ستخدم البلدية هذه المخططات بالمصدات اللازمة. ومن جانبه أكد مدير فرع المياه في بيشة فايز ناصر عيسوب أن إيصال المياه إلى صمخ في خطة الوزارة، حيث سيتم إيصال خط قريبا إلى صمخ ضمن مشروع الوجيد.