كل تطوير يشكل خطوتين؛ واحدة نحو القارئ والأخرى نحو مواكبة تطور العمل الإعلامي، والخطوتان تتحركان في الاتجاه نفسه، إذ كلما كان العمل الإعلامي أكثر فعالية وأداء، كان أكثر قربا من القارئ وأكثر استجابة لما يتوخاه منه. و«عكاظ» أخذت على نفسها أن تكون صحيفة القراء جميعا بكافة فئاتهم واهتماماتهم؛ سواء أكانوا من ذوي الاختصاص الذين يبحثون في الصحافة عما يتجاوب مع اختصاصاتهم، أم كانوا قراء عامين يبحثون في الصحافة عن آخر خبر وأحدث تحقيق. وإذا كان كل قسم من أقسام «عكاظ» قد أخذ على عاتقه مهمة مخاطبة فئة أو شريحة من القراء، فإن الأقسام المتخصصة وجهت اهتمامها لمعالجة أمور الثقافة بمفهومها الشامل، وحرصت في هذه المعالجة أن تكون مختصة من حيث كتابتها التي تعتمد على دقة المعايير العلمية، في الوقت الذي حرصت فيه على أن تكون نتيجة المعالجة مادة سهلة بسيطة ومشوقة في متناول قراء الصحيفة اليومية. توزعت الصفحات التي تقدمها الأقسام المتخصصة بين مختلف جوانب الثقافة على نحو ترجم رغبة «عكاظ» في التجاوب مع رغبات قرائها، وكانت المحصلة ملحقا يوميا يهتم يوما بالفن ويوما بالذاكرة الشعبية ويوما بالأدب، كما أن للعلوم الصحية يوما وللإعلام الجديد يوما آخر. وإلى جانب الملاحق اليومية المتخصصة، فإن «عكاظ» لم تفرط في مواكبتها اليومية لمختلف الأحداث الفنية والعلمية والفكرية والثقافية؛ حرصا يجعل منها نافذة لقرائها يطل منها على مختلف الفعاليات الثقافية على المستوى المحلي والعربي والعالمي. الجمع بين الملاحق المتخصصة والمواكبة اليومية سياسة حرصت من خلالها «عكاظ» على أن تقدم للقارئ المتخصص جرعة يومية في شكل ملحق، كما أنها حرصت على ألا تحرم قارئها العام من أن يكون شاهدا على مختلف الفعاليات، وأن يجد في «عكاظ» ما يتوخاه منها في كل فن من فنون الثقافة. مساعد رئيس التحرير سعيد السريحي